– تأخرى فى تغيير جلدى كان رغمًا عنى.. وأعيش حاليًا مرحلة البحث عن الأدوار الجادة فقط
– أحضرت أبنائى معى عرض الفيلم ليشاهدوا نجاحى مباشرةً.. ومشاعر «الخذلان والخيانة» أصعب مشاهدى
– نقطة التحول فى اختياراتى تحققت عندما شعرت بالتشبع بما قدمته فى الكوميديا
– كسبت رهانى على أحمد الرافعى وزينة فى الكوميديا.. وباسم سمرة «شيكولاتة» الفيلم
– السوشيال ميديا قربتنى من الناس بشكل غير مباشر من خلال «الكوميكس»
عبر الفنان محمد سعد عن انبهاره بحالة الحفاوة التى قابله بها الجمهور فى أعقاب عرض فيلم «الدشاش» الذى اختار أن يعود به للسينما بعد غياب 6 سنوات كاملة، وفضّل أن يصف الفيلم بكونه «قارب نجاة» استطاع أن يعيده للصدارة مجددًا، ومؤكدًا على موهبته التى طالما آمن بها جمهوره، وفى حواره مع «أخبار مصر» كشف عن نيته للمرحلة المقبلة فى حياته الفنية مفضلاً الابتعاد عن الكوميديا والبحث عن مزيد من السيناريوهات الجادة، وأفصح كذلك عن أسباب حرصه الدائم على إخفاء تفاصيل حياته الشخصية وعائلته عن أعين الإعلام:
لماذا اخترت «الدشاش» تحديدًا لتعود به إلى السينما بعد غياب 6 سنوات؟
ــ لا شك أن عودتى للساحة السينمائية كان لابد لها أن تكون مختلفة كما طالبنى بها جمهورى مرارًا وتكرارًا، ولكن للأسف ما كان يقيدنى هو العثور على نص مناسب أعود به للسينما مجددًا، وكان هناك قصور شديد فى هذه المنطقة لأن كل ما كان يعرض علىَّ هو الكوميديا فقط، وعندما قدمت شخصية بشر فى «الكنز» زادت مطالبات الجمهور لى بالسير على هذا النهج وفى ذات الوقت كان لزامًا الابتعاد أيضًا عن سمات شخصية بشر وإلا كان سيتم انتقادى بتكرارها، وبالتالى أصبح فرضًا على تغيير جلدى وعدم العودة للكوميديا فى الوقت الراهن أبدًا، وتقديم شخصية أكثر خشونة وقوة وقريبة من رجل الشارع، ثم عثرت على شخصية الدشاش فى قصة جوزيف فوزى ذلك المؤلف الواعى والمستمع الجيد، وشعرت أن هذا السيناريو هو ضالتى وهدف جمهورى فى آن واحد.
كررت كثيرًا تعبير «قدمت التغيير الذى طلبه الناس منى».. لهذه الدرجة رضا الجمهور هو هدفك الأهم والأسمى؟
ــ بالطبع نعم، لأن الجمهور هو الصانع الأول لأى نجم وهو من يرفعه ويعلى من شأنه، ولا أنكر أنه كان هناك تأخير فى اتخاذ القرار بتغيير جلدى، ولكن هذا كان دون رغبتى ورغمًا عنى لأن القرارات كثيرًا ما تصاحبها ظروف محيطة لا يمكن الانفصال عنها ولا يمكن تغييرها وللأسف لم تساعدنى، و«الدشاش» بالنسبة لى توفيق كبير من الله.
بماذا توصف «الدشاش»؟
ــ أدق وصف بالنسبة لى «قارب النجاة»، فقد صنعت قاربًا بمساعدة أشخاص حريصون علىَّ ونزلت به للبحر فى وقت حاسم، وانبهرت بحفاوة الاستقبال من قبل جمهورى، الذى أثق فيه للغاية وفى حبه ودعمه لى.
هل نستطيع وصف سامح عبد العزيز أنه كارت حظ رابح بالنسبة لك خصوصًا مع نجاح «تتح» من قبل والآن نجاح «الدشاش»؟
ــ أعتبر سامح من المخرجين المهمين جدًا فى الوطن العربى؛ لأنه يمتلك حسًا إخراجيًا مميزًا، ففى الفيلم كان يكمل أداء الدشاش بلغة بصرية سينمائية تدعم الشخصية، وأدعو المسئولين عن صناعة الفن فى مصر لمزيد من دعمه لأنه يستحق مزيدًا من النظر لموهبته، يعمل تحت أى ظروف ويبدع لخروج العمل بالشكل الذى يليق باسمه وسمعته. وأنا معه بيننا تفاهم مشترك، وأى فنان طالما اتفق مع المخرج تأكدى من نجاح العمل، لأنه يخلق جوًا إيجابيًا داخل الكواليس، وهنا لابد أن أذكر حرفية مدير التصوير وائل درويش الذى خلق أجواءً ممتازة بالإضاءة ليعبر عن مكنون الشخصية ونفوس المحيطين به.
لأى مدى تتفق مع مقولة «عودة محمد سعد» والتى تعنى أنك كنت غائبًا؟
ــ لا أتفق مع هذا القول لأنى كنت متواجدًا ولكن أبحث عن السيناريو المناسب اللائق بعودتى، وحتى إن الفنان باسم سمرة رفض هذه المقولة ورد عليها بشكل مناسب فى أحد اللقاءات المصورة، فقد كنت متواجدًا بشكل غير مباشر من خلال الكوميكسات والتعليقات الكوميدية عبر السوشيال ميديا، وهذا يعنى أنى فى قلب الناس بإفيهاتى وشخصياتى وتاريخى، وهو ما جعلنى قريبًا من الناس ولولاها لأصبحت بعيدًا بالفعل، بل إنها قربتنى من الأجيال الصغيرة الصاعدة.
وهل الكوميكسات الكوميدية على السوشيال ميديا جعلتك تستغنى عن التواجد عبر صفحتك الرسمية من خلال بوستات مباشرة؟
ــ أؤمن بمقولة «لا تثنى على نفسك ودع الأمر للجمهور»، وهو رسولى إلى الناس، وعلاقتى بالسوشيال ميديا غير مباشرة، وأشعر أن علاقة الاحترام مع جمهورى تحتم علىَّ احترام طريقتهم فى التعبير دون الحجر عليهم. والحمد لله، الجمهور عمره ما خيب ظنى واكتشفت أنى كنت متواجدًا فى قلبهم دائمًا بمشاعر تجمع بين الحب والاحترام وفاجئونى بحفاوة استقبالهم عقب مشاهدة «الدشاش»، وأتمنى من الله أن يديم هذه النعمة علىَّ.
وما نقطة التحول الحقيقية التى جعلتك تقرر التغير عندها والتوقف عن الكوميديا؟
ــ نقطة التحول دائمًا ما كانت موجودة فى داخلى وبواطن نفسى لأنى شعرت أنى قدمت رصيدًا كبيرًا فى الكوميديا وكاراكترات عديدة، فكان لدى شعور بالتشبع، وهذا ما لمسته بقوة من المحيطين بى ممثلين فى عائلتى وأولادى وجمهورى أيضًا، ولكن انتظرت اللحظة المناسبة.
وما الصعوبات التى واجهتك فى أداء «الدشاش»؟
ــ الدشاش رغم قوته إلا أن بداخله مشاعر كثيرة وخصوصًا الشعور بالخذلان والخيانة من أقرب الناس إليه خصوصًا أخته وزوجته، وهنا تكمن الصعوبة الحقيقية لأن هذه المشاعر كان صعبًا أن تخرج بشكل حقيقى وهو ما استغرق منى وقتًا طويلاً، وهذه المشاهد رغم صعوبتها إلا أنها كانت كثيرة لدرجة أننا حذفنا منها مشهدان أو ثلاثة واخترنا منهم «ما قل ودل» وفى صميم القصة حرصًا على عدم إحزان المشاهدين أكثر من اللازم، وأعتقد أن الدشاش يمس أشخاصًا كثيرين، فالخيانة أبشع شعور، وبصراحة مريم الجندى ونسرين طافش ونسرين أمين كان رائعات فى أداء هذه المشاهد، وباسم سمرة أصفه بـ«شيكولاتة العمل» لأنه بذل مجهودًا خرافيًا كى يشارك فى الفيلم، فكان يضطر للتبديل بين القاهرة والإسكندرية لتصوير الفيلم ومواصلة دوره فى مسلسل «العتاولة 2»، ومحسن منصور الذى كان يرتجف فى مشهد التكفين، وأحمد فهيم الذى يبدع فى أى مشاهد تستلزمها شخصيته سواء تراجيدية أو كوميدية.
ولكن العمل لم يخلو من الخط الكوميدى فى مشاهد أحمد الرافعى وزينة؟
ــ راهنت على أحمد الرافعى فى الأداء الكوميدى بمشهد الخطبة وكسبت رهانى، واتفقت مع زينة فى بروفات العمل أن تكون هى الجزء اللطيف الكوميدى فى الفيلم لأن الدشاش «مينفعش يضحك ولا يقول أى إفيه».
ألم تتخوف من العمل مع منتج بعيد عن comfort zone؟
ــ المنتج محمد الرشيدى وفر كل سبل النجاح للعمل وصولاً للسجادة الحمراء فى العرض الخاص التى أشعرتنى أننا فى مهرجان عالمى، فضلاً عن المتابعة القوية على السوشيال ميديا لاحقًا، وكنت أقلق لو ما زلت مبتدئًا فى المهنة، ولكن حاليًا وصلت لمرحلة من الخبرة تجعل لدى القدرة فيها على فرز البشر، والرشيدى كان لديه خبرة سابقة مع فيلم «أهل الكهف» والذى خرج بشكل لائق وشعرت وقتها أننا بصدد منتج محترم يصرف ماليًا بشكل جيد لأن ما يهمه هو الشكل المشرف الذى يليق بعمل من إنتاجه، وكل ما اتفقنا عليه التزم به، وما لفت نظرى إليه أيضًا هو فهمه الجيد فى الدعاية، التى إذا كانت جيدة تمهد الطريق لنجاح العمل.
ومع هذه الظروف الجيدة أثناء مراحل صنع الفيلم، هل كنت قلقًا على مصيره عقب طرحه فى دور العرض؟
ــ لا أنكر أنى كنت قلقًا للغاية، ولكن هذا القلق الصحى لأن العمل الفنى يعد بمثابة ابن الفنان، ولكن تحدث أمور تطمئن القلب بمثابة رسائل ربانية أولها جاء فى رد الفعل الإيجابى على البوستر التشويقى للعمل، ثم زاد اطمئنانى عقب طرح التريلر الدعائى، ثم اطمئننت أكثر عندما شاهدت حفاوة استقبال الجمهور للعمل ورد فعلهم الرائع عليه ثم تصدره شباك الإيرادات منذ نزوله. فبالبشائر الربانية طمأنت قلبى.
بعد نجاح «الدشاش».. ما مساحة الكوميديا لديك حاليًا؟
ــ الكوميديا فن صعب للغاية والحمد لله نجحت فيه وأدخلنى قلب الناس وأكسبنى احترامهم وحبهم، ولكن الحياة مراحل والمخطئ هو من يجمّد نفسه عند مرحلة معينة، وحاليًا أنا فى مرحلة «الدشاش» بالتمثيل الصعب والجاد، أما الكوميديا فموقعها حاليًا لا يزيد عن شق بسيط داخل العمل ويعلق عليها البطل فقط بسخرية مثلما فعل الدشاش، ولكن ليس هو من يضحك الجمهور، فأنا بصدد مرحلة جديدة كليًا أطلق عليها مرحلة «الدشاش» التى لا مجال فيها للبطل لإطلاق الإفيهات وإضحاك الجمهور، وستظل الكوميديا فى قلبى، فهذه المرحلة بمثابة طريق جديد استطعمت نجاحه وحلاوته مع «الدشاش»، ولدى ثقة أنه ستعرض على سيناريوهات كثيرة فيها شخصيات قوية وجادة الفترة المقبلة.
لو انتقلنا للشق الإنسانى لديك.. لماذا دائمًا ما تخفى حياتك الشخصية عن الناس؟
ــ أنا وعائلتى مثل أى أسرة مصرية عادية، فأنا رجل شرقى ولا أحب أن أدخل أسرتى فى عملى، وهم رقباء علىَّ جدًا، ولعلمك أولادى الذين ظهروا معى على ريد كاربت «الدشاش» كانت أول مرة لهم أن يحضروا معى عرضًا خاصًا وأول مرة يشاهدوا نجاح والدهم بشكل مباشر، وأنا لدى 3 أبناء أكبرهم نور الدين مهندس ميكانيكا وكريم يدرس علوم الكومبيوتر أما الأصغر ياسين يدرس الإخراج، وكان يهمنى كأب مستقلبهم التعليمى ونجاحهم فيه لأن الشهادة والعلم الرزين سلاح قوى فى يد الإنسان، ولذلك أبعدتهم تمامًا عن الأضواء. فضلاً عن أن لدى وجهة نظر فى هذا الأمر وهو أن الحياة الشخصية لابد أن تظل خاصة ودائمًا ما أشعر أن الأسرة هى الجانب الذى يجب أن يحتوى على السكينة فى الحياة خصوصًا فى حياتنا نحن الفنانين المليئة بالصخب والأضواء، ويكفى أنى أتحمل كل الضغوط المحيطة بعملى من أضواء وأحاديث وخلافه، ولا أحب أن يكونوا هم جزءًا منها، وأحرص للغاية على التفريق بين عملى وحياتى الشخصية.
ما أكثر عمل تعتز به فى مسيرتك الفنية وعلى العكس ما العمل الذى تتمنى لو لم تقدمه؟
ــ لا أحب الحديث فى الماضى أبدًا، فكل زمن له طعمه ومذاقه الحلو فى وقته.