اللواء عزة الجمل أول سيدة تحصل على رتبة لواء شرطة وتقلدت العديد من المناصب حتى وصلت الى مدير الادارة العامة لشئون مستشفيات الشرطة بقطاع الخدمات الطبية بوزارة الداخلية، امرأة من الطراز الخاص العمل الجاد هو شعارها الرئيسى والكفاءة معيارها .. اصرت على النجاح لتكون مثلا لسيدات آخريات وفتحت الباب لهن حتى تقلدن مناصب لواء من بعدها وبعملها و نجاحاتها بعمل الشعار الذى رفعته وزارة الداخلية منذ سنوات وهو «وداعا للتمييز ضد المرأة»، داخل الوزارة العريقة
.
اللواء عزة الجمل هى امرأة مكوكية تتولى الإشراف على سبعة مستشفيات للشرطة فى القاهرة وطنطا وأسيوط و17 عيادة طبية بمختلف محافظات مصر، اضافة الى القوافل الطبية التى تجول الوجة القبلى والبحرى للكشف على المدنيين، وفوق كل ذلك تفتح ابواب عيادات جميع المستشفيات يوم الجمعة لتوقيع الكشف على المرضى بالمجان إضافة الى علاج الحالات الإنسانية التى تتولى وزارة الداخلية رعايتها.
من ابرز الصعوبات والمشكلات التى تواجهها ضيق الوقت امامها فهى تعمل 18 ساعة فى اليوم الواحد يتخللها السفر المفاجئ الى مستشفيات طنطا وأسيوط وتتمنى ان ساعات اليوم الواحد تكون اكثر من مائة ساعة حتى تنهى كل المهام الملقاة على عاتقها.
سألناها عن تطوير مستشفيات الشرطة منذ توليها المنصب عام 2013 فقالت:
فى بداية العمل أرسيت مبدأ عاما ومهما أخذ من وقتى وجهدى الكثير حتى تمكنت من تطبيقه وهو العمل فى فريق وتم تحويل الطاقات السلبية من عدد من الأطباء والمرضى الى طاقة ايجابية، وبموجب ذلك بدأ تطبيق معيار الجودة على مستشفيات العجوزة ومدينة نصر والقاهرة الجديدة والإسكندرية والمستشفى الاخير حصل على المركز الأول فى الجودة فى شهر مايو الماضى وبعد الانتهاء من مستشفيات القاهرة سوف يبدأ تطبيق معايير الجودة فى مستشفيى طنطا وأسيوط.
وبسؤالها عن الهدف والحلم الذى وضعته نصب عينيها وسعت لتحقيقه قالت:
«كان حلمى الأول والاساسى هو تقديم خدمة طبية متميزة بجميع مستشفيات الشرطة لجميع أعضاء هيئة الشرطة سواء ضباطا أو مجندين أو أفرادا وكانت بداية تحقيق الحلم هو تدريب العنصر البشرى من أطباء وممرضين من خلال عقد بروتوكولات تعاون مع الجامعات الحكومية والخاصة وورش عمل مع كل المؤسسات الطبية فى الدولة للاستفادة من خبرات الآخرين وتسفير بعض الأطباء للخارج لحضور المؤتمرات الدولية بالاضافة إلى جلب أطباء من الخارج للاستفادة من خبراتهم وبعد انتهاء عمليات التدريب بدأت عملية التوصيف الوظيفى ليعرف كل طبيب وكل ممرضة أو ممرض مسئولياته فى العمل وتدرجه الوظيفى فى إطار قدراته لتأتى مرحلة الثواب والعقاب.»
وعن كيفية تطبيق الثواب والعقاب للآلاف من العناصر البشرية الذين ترأسهم قالت:
لا تراجع عن قرار أخذته لانه يأتى بعد دراسة ومنح العديد من الفرص فأنا لا أطبق العقاب من أول خطأ يتم ارتكابه إلا إذا كان خطأ جسيما ولكن أحاول لفت النظر أكثر من مرة بالطرق الودية وبعد ذلك يأتى العقاب على قدر الخطأ وأكثر ما يزعجنى من أخطاء هو الغش أو التدليس أو الكذب مما يعرض حياة المريض للخطر.
وعن إمكانية الجمع بين الجدية وعاطفة الأمومة فى هذا المنصب الرفيع قالت:
من المستحيل وأد العاطفة داخلى فأنا اتعامل مع كل العاملين على أنهم مثل أبنائى أو أشقائى الصغار وأقدر الظروف الاجتماعية والإنسانية ولكن ذلك لا يمنع من الجدية فى العمل ووضع حدود للتعامل وعدم السماح بالخطأ والتجاوز حتى بين الزملاء بعضهم البعض فإذا تلقيت شكوى من أى شخص ضد زميله أقوم باستدعاء الطرفين وألزم الطرف المخطيء على الاعتذار لزميله أمامي.
زيارات مفاجئة
وعن الزيارات المفاجئة للمستشفيات قالت:
فى احيان كثيرة يفاجأ الأطباء داخل غرفة العمليات بوقوفى بينهم وحضور العملية التى اجراها للمريض كما افاجئ غرف العناية المركزة لمتابعة حالات المرضى والاطمئنان على تقديم الخدمات الطبية لهم وحسن معاملتهم ورعايتهم وكثيرا يتفاجأ الجميع بوجودى داخل أقسام الاستقبال للتأكد من حسن استقبال المريض وتقديم كل اوجه الرعاية له، الأطباء فى جميع مستشفيات الشرطة يتوقعون وجودى بينهم فى اى لحظة حتى لو كان منتصف الليل.
عن تغيير فلسفة الداخلية تجاه العنصر النسائى وتقلدهن رتبه لواء بعد ان كانت حكرا على الرجال لسنوات طوال قالت:
انها خطوة مهمة فى تاريخ وزارة الداخلية عندما رفعت شعار وداعا للتمييز وغيرت النظرة إلى الضابطة، فقديما كان ملف الضابطة لا ينظر إليه عند الترقية لرتبة لواء وكان الاكتفاء بمنحها رتبة عميد واحالتها إلى المعاش حتى جاءت طاقة النور عام 2013 ووافق وزير الداخلية السابق على منحى رتبة لواء مع استمرارى فى العمل وكانت مفاجأة لى ولكل الضابطات العاملات فى وزارة الداخلية وبموجب هذا القرار بثت بذور الأمل داخل الكثيرات.
ماذا كانت تعنى رتبة لواء بالنسبة لك؟
وضعت على عاتقى مسئوليات كثيرة وهموما أكثر لانى قد أكون السبب فى تعميم شعار وداعا للتمييز والحفاظ عليه أو العودة ثانية للتمييز والاكتفاء بمنح رتبة عميد ثم الخروج للمعاش وصممت على النجاح حتى افتح الباب لكل الضابطات من بعدي، وواصلت العمل ليلا ونهارا لاثبت نجاحى ويتيقن الوزير انه اعطى رتبة لواء لمن تستحق بعملها وكفاءتها حتى انتصرت على نفسى ونجحت التجربة وتيقنت الوزارة ان الضابطات تستحق رتبة لواء بعد ان رفعت لهن راية النجاح وبالفعل تم ترقية4ضابطات لرتبة لواء.
تعظيم سلام للبدلة الميرى
وعن مدى اعتزازها بالبدلة الميرى قالت :
أعشقها وأشعر بالفخر والاعتزاز والوقار وأنا ارتديها واسير بها فى الشارع فهى شرف لى وتبث فى نفسى الطمأنينة وأفضلها على ملابسى الخاصه وتقول منذ سنوات عندما كنت أسير فى الشارع وأنا ضابط صغير كان المارة ينظرون لى باستغراب شديد والبعض يعتقد أننى ممثلة اؤدى دور ضابط شرطة ولكن الآن الشعب أكثر وعيا وتحضرا.
عن دور ضابطة الشرطة فى الأفلام والمسلسلات قالت:
إن الدراما تخطئ فى الكثيرعندما تقوم أى فنانة بتمثيل دور ضابطة شرطة، فهناك العديد من الاخطاء فى زى الضابط أو خريطة عملها لان الدراما لم تدخل فى مهام ضابطة الشرطة عن قرب ولا تدرك طبيعة عملها حتى انها تخطئ فى تصوير حياتها الخاصة وعلاقتها بأسرتها.
أسر الشهداء على رءوس الجميع.
وعن الخدمات التى يتم تقديمها لمصابى العمليات الارهابية وأسر الشهداء أوضحت أن المصابين يتلقون العلاج فى كل مستشفيات الشرطة ومنهم من يسافر للخارج لاستكمال علاجه أما بالنسبة لأسر الشهداء وهما الابوان والزوجة والأبناء فيتم تقديم كل الخدمات لهم والادوية مجانا حتى تذكرة الدخول يتم إعفاؤهم من دفع ثمنها لانهم يستحقون الكثير حيث قدموا أغلى ما عندهم فداء لمصر وسوف تظل أسر الشهداء تاجا فوق رءوس الجميع.
وعن أخر أحلامها قالت:
احلم بأن تتربع مستشفيات الشرطة على عرش كل المستشفيات فى الخدمات الطبية ويتحقق الحلم الأكبر بزرع الاعضاء البشرية داخلها وتصل لمستوى العالمية، ولكن هناك حلما اخر يخص زميلاتى وبناتى من ضابطات الشرطة الشباب واللاتى تحلمن بالعمل فى مجال البحث الجنائي، وارى ان هذا الحلم قابل للتحقيق بالتدريب والعلم وقتها يمكن لضابطة الشرطة ان تعمل فى المجال الجنائى وسوف تحقق نجاحات مثل الرجال وأكثر.
لواء عزة الزوجة والأم
وعن دورها فى المنزل وعلاقتها بزوجها وأسرتها قالت:
لدى ابنتان الكبرى طبيبة اسنان والصغرى مهندسة كمبيوتر وزوجى مدير عام بإحدى شركات قطاع الأعمال وبالفعل وراء كل امرأة عظيمة زوج يشد من ازرها ويشجعها ولان زوجى ناجح فى عمله حرص على مساندتى حتى احقق النجاح مثلة فهو يقدر ظروف عملى وفترات غيابى الطويل عن المنزل ويتولى رعاية بناتى خلال تلك الفترة.
وعن نظرتها للمستقبل قالت:
لا أفكر فى خروجى للمعاش أو البقاء ولكن كل ما يشغلنى هو تأديه دورى على أكمل وجه وفناء نفسى فى عملى حتى آخر دقيقة كى أضرب أروع المثل للمرأة لواء الشرطة وقالت إننا نعيش الآن عصرا ذهبيا حيث تقلدت المرأة المصرية المناصب القيادية فى جميع المجالات والأبواب مفتوحة أمام الجميع وعلينا ان ننتهز تلك الفرص لنثبت ان المرأة المصرية قادرة على اثبات وجودها بالعلم والعمل.