في تقرير لها، تحدثت صحيفة “الشروق” الجزائرية عن مخاوف الأسر من رياح تهب على “الجنس اللطيف” من نوافذ الإنترنت المخالفة، “وتجرهن في الكثير من الأحيان، إلى ما لا تحمد عقباه”.
جمعية “كاريتاس” توقف عملها في الجزائر بعد 60 عاما من النشاط
وفي ديباجتها، قالت الصحيفة الإلكترونية إن الكثير من العائلات الجزائرية تتخوف “من المفاجآت التي قد يحملها الشارع، وتقع ضحيتها الفتيات المراهقات، ولم يعد الشارع وحده يثير قلق الأولياء تجاه بناتهم، بل إنّ العالم الافتراضي من (فيسبوك)، و(يوتيوب)، و(انستغرام)، و(تيك توك)، هي أيضا نوافذ تأتي بالرياح على الجنس اللطيف، وتجرّهن في الكثير من الأحيان، إلى ما لا تحمد عقباه.. فيكون الضياع أو الهروب من البيت مصير مراهقات عانين العنف وانعدام الحوار في الوسط العائلي، فوقعن في شباك العصابات والمجرمين”.
ونقلت الصحيفة في هذا السياق، عن المحامي زكريا بن لحرش، عضو الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن هروب القاصرات من عائلاتهن، بات “فرصة لشبكات إجرامية توظفهن في ترويج المخدرات، والدعارة، والسرقات، والتسول، و(الحرقة)”.
ورأى بن لحرش في هذا السياق أن “العنف الأسري من أكثر أسباب هروب الفتيات إلى الشارع، خاصة إذا كانت العائلة متشددة أو تعاني حالة الفقر والمشاكل الاجتماعية، فترى الفتاة في الهروب السبيل الأنجع لتغيير حياة لا تتناسب مع ما يحيط بها من تغيرات وتطورات، وتنفتح على العالم عبر منصات التواصل الاجتماعي”.
أما الناشط الحقوقي، زكريا بن لحرش، فلفت إلى أن “العنف وغياب الحوار داخل الأسرة، مناخ مناسب يصطاد فيه المجرمين، وشبكات النصب والاحتيال، ضحاياهم من الفتيات عبر (الفسيبوك)، وإغرائهن وتشجيعهن على الهروب من المنزل”.
وأوضح بن لحرش، أن “أغلب الهاربات من البيت هن مراهقات، يعشن نقصا عاطفيا، أو اهتماما ورعاية من طرف أوليائهن، ويتم استدراجهن عن طريق الإدمان على المخدرات أو تهديدهن بفضحهن، أو إغرائهن بحياة أفضل”.
ودعا هذا الناشط الحقوقي في تصريحه “إلى مزيد من القوانين لحماية القصر، والفتيات بالخصوص من العنف والإجرام والاستغلال، وتشديد العقوبة ضد كل من يتسبب في الاعتداء أو استدراج القاصرات إلى الجرائم، وترويج المخدرات والتسول”.
إلى ذلك، أفيد بأن دقّت شبكة الدفاع عن حقوق الطفل “ندى”، دقت “ناقوس الخطر، حول ظاهرة هروب الفتيات من عائلاتهن، بسبب العنف الأسري والاستغلال غير مشروع، حيث أحصت خلال ثلاث السنوات الأخيرة، 60 قاصرا هربن من عائلاتهن إلى الشارع، وتم استغلال بعضهن من طرف شبكات إجرامية”.
وصرحت الأمينة العامة لشبكة “ندى”، حميدة خيرات، قائلة “إن العنف الأسري من بين أهم الأسباب الدافعة لهروب الفتاة إلى الشارع، خاصة أن المستجدات والمغريات الجديدة في الحياة، والخوف المبالغ فيه، على المراهقات، كان الدافع لهذا العنف وبالتالي الهروب”.
ولفتت خيرات إلى أن “أصعب مرحلة تمر بها الفتاة الهاربة إلى الشارع، حين عودتها مرة أخرى إلى أحضان الأسرة، حيث تقوم جمعيات حقوق الإنسان، ومصالح حماية الأحداث للدرك الوطني، بمتابعة حياتها وحمايتها من إقدام أحد أفراد العائلة على قتلها لمسح العار”.
وكشفت أن شبكة “ندى”، تتابع في هذا السياق عن كثب “حياة بعض الفتيات التي توسطت لإرجاعهن إلى عائلاتهن، ولا تزال الشبكة تعمل على حماية 5 فتيات عدن إلى أسرهن بعد الهروب إلى الشارع”.
وسجل أنه “من بين 60 قاصرا تكفلت بهن شبكة ندى في الآونة الأخيرة، بعد هروبهن للشارع، فتيات جميلات كان مصيرهن الاستغلال من طرف شبكات إجرامية، وبعضهن نجون بفضل بعض الأشخاص الذين قاموا بمساعدتهن وحمايتهن عن طريق الاتصال بشبكة (ندى)”.
وضربت الأمينة العامة لشبكة الدفاع عن حقوق الطفل “ندى”، مثلين ” لفتاتين من العاصمة، تتعلق القصة الأولى بفتاة جميلة كانت تدرس في الثانوية سنة 2018، والدها تركي وأمها جزائرية تسكن مع أشقائها، شدّد عليها خالها، وفرض عليها الحجاب الشرعي ومنع عنها الهاتف النقال”.
وتقول حكايتها أن أستاذا في الموسيقى كان يدرسها في المتوسطة، شجعها “على الهروب، ففعلت ذلك، واختفت لمدة 3 أشهر في فيلا شرق العاصمة، أين حاول هذا الأستاذ استغلالها في الدعارة حيث كان يستقبل نساء منحرفات عنده.”.
كما “هربت التلميذة في الثانوي تبلغ من العمر 17 سنة، من هذا الوكر إلى الشارع ليلا، والتقت بسيدة استضافتها في بيتها وتركتها تبيت في المستودع، واتصلت بشبكة (ندى)، هذه الأخيرة التي تكفلت بها وأعادتها إلى عائلتها، واستعانت بالدرك الوطني لحمايتها من خالها الذي أمر بقتلها”.
وفي عائلة بمنطقة السويدانية الواقعة غرب العاصمة الجزائر، كانت تعيش فتاة تتمتع بجمال فائق رغم حالة الفقر، “حيث اضطرت عائلتها إلى استغلالها في الدعارة بسبب الظروف الاجتماعية وحالتها المزرية التي تتخبط فيها داخل بيت قصديري، وبعد أن انتقل الأمر لاستغلالها من طرف أشخاص آخرين، هربت هذه الفتاة البالغة من العمر 18 سنة إلى الشارع”.
وروت المسؤولة عن شبكة “ندى” أنهم تلقوا “اتصالا عبر خطها الأخضر، من طرف عائلة عثرت على هذه الفتاة تائهة في أحد أحياء العاصمة، وقامت بإيوائها ليلة واحدة، حيث استقبلتها بعد ذلك المختصة النفسانية لدى ذات الشبكة، وعرفت منها كل تفاصيل أسباب هروبها من منزل عائلتها”.
كثير منا مع توارد سيل الأنباء هذه الأيام،يرى كلمه (أكسيوس)
((أكسيوس)) كثير منا مع توارد سيل الأنباء هذه الأيام،يرى كلمه (أكسيوس) على شريط الأخبار والبعض منا يعتقد أن هذا أسم...
قراءة التفاصيل