10 أرقام عربية و
في 20 يونيو عام 1963 تم الاتفاق في جنيف بين القوتين النوويتين العظميين على إقامة “خط ساخن” بين قيادتي الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة عقب أزمة الكاريبي في فترة الحرب الباردة.
“الطلقة النووية الثالثة” المنسية والهدف الذي حدد لها!
عقب أزمة الكاريبي التي تعد الأخطر بالنسبة لاحتمال نشوب حرب نووية حقيقية، أبرم الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة اتفاقية بشأن إقامة نظام اتصال مباشر بين القوتين، وذلك للحد من مخاطر أي صراع نووي في المستقبل.
في أفلام هوليوود حين يصل التوتر في موقف ما بين روسيا والولايات المتحدة إلى درجة شديدة الخطورة، يرفع رئيس إحدى الدولتين النوويتين العظميين الهاتف الأحمر ويتصل بنظيره، وبعد محادثة قصيرة ومتوترة، يتوصل القائدان إلى حل وسط يتجنبان به كارثة عالمية أخرى مثل حرب نووية، أو هجوم إرهابي خطير أو غزو واسع.
الحقيقة في مثل هذا المشهد المتخيل والمثير لا يوجد شيء حقيقي إلا أن خط اتصال مباشرا يعمل بين موسكو وواشنطن منذ ستين عاما يتلافى البلدان من خلاله أي صدام نووي خلال الأزمات الكبرى.
خط أحمر من وحي الأزمات:
الحكومة السوفيتية كانت أول من بادر إلى اقتراح فكرة ترتيب نظام اتصال مباشر بين موسكو وواشنطن، جرى ذلك في عام 1954، عقب الحرب الدموية الشرسة في شبه الجزيرة الكورية، وكان الهدف محاولة تجنب وقوع صدام مباشر بين القوات السوفيتية والأمريكية أثناء مشاركتها في صراعات إقليمية مشابهة، قد يؤدي إلى اندلاع حرب نووية لا تحمد عقباها.
القيادة السوفيتية في ذلك الوقت اقترحت ربط خط اتصال مباشر بين موسكو وواشنطن، يمكن بواسطته على عجل مناقشة الحوادث الخطيرة التي قد تطرأ.
تلك المبادرة السوفيتية لم تجد آذانا صاغية في الغرب، وجرت مفاوضات في جنيف في عام 1958 حول إمكانية تنفيذ مثل هذا المقترح، إلا أنها لم تسفر عن شيء.
مررت خمس سنوات، وأثارت واشنطن نفسها هذه المرة فكرة الخط المباشر. لم يكن الأمر مصادفة وذلك لأن الولايات المتحدة أدركت أهمية هذا الأمر، على خلفية أن أزمة الكاريبي حُلت بفضل مفاوضات مباشرة جرت بين الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف والرئيس الأمريكي جون كينيدي، وكان من الجلي تماما أن هذه الطريقة ستكون الأكثر فاعلية في المستقبل.
بالدرجة الأولى كانت الأخطار التي تهدد بحدوث مواجهات ساخنة بين القوتين النوويتين العظميين متنوعة ولا تدور فقط حول كوبا مثل مخاطر اصطدام الغواصات النووية في المياه الدولية، وإطلاق صواريخ بطريقة غير مقصودة، وفقدان قنابل نووية بسقوطها من طائرات قاذفة وما إلى ذلك.
سرعة رد الفعل في مثل هذه الأزمات المصيرية هامة جدا، خاصة أن وسائل الاتصال التي كانت متوفرة للجانبين الأمريكي والسوفيتي أثناء أزمة الكاريبي كانت منخفضة جدا، وعلى سبيل المثال استغرق فك وترجمة رسالة نيكيتا خروتشوف المكونة من 3000 كلمة 12 ساعة.
بنهاية المطاف، اجتمع خبراء من البلدين لمناقشة تنظيم خط مباشر بين الحكومتين السوفيتية والأمريكية، كما جرى ذلك قبل خمس سنوات في جنيف، على أرض محايدة.
لم تكن تلك المفاوضات سهلة، لكنها انتهت بشكل فعال، وتم توقيع مذكرة تفاهم في سويسرا في 20 يونيو 1963، نصت على إقامة خط مباشر بين قادة البلدين لتلافي خطر اندلاع حرب بشكل عرضي، وبدأ هذا الخط الساخن بالفعل عمله في 30 أغسطس من نفس العام وهو لا يزال يعمل حتى الآن.
الثعلب البني وغروب الشمس في سماء موسكو:
خلافا للاعتقاد الشائع، لم يكن الخط المباشر بين الحكومتين السوفيتية والأمريكية المباشر في الأصل خطا هاتفيا ولم يكن بقصد تبادل الرسائل الصوتية، وقد جرت جميع المباحثات بالكتابة فقط.
هذا القرار اتخذ عن عمد، وذلك لأنه أولا يسمح بتجنب الأخطاء التي لا مفر منها أثناء الترجمة الفورية السريعة والتي يمكن أن تؤدي إلى سوء فهم يتسبب في نتائج كارثية، وثانيا للحصول على وقت للتفكير في الإجابة، وهو أمر مهم أيضا.
بعثت الرسالة الأولى بواسطة الخط المباشر من واشنطن إلى موسكو وكانت عبارة عن جملة لا معنى لها، وتبدو في الترجمة على هذا الشكل: “قفز ثعلب بني سريع على ظهر كلب كسول 1234567890”.
في النص الأصلي، احتوت هذه الجملة على جميع العلامات التي يمكن استخدامها عند إرسال الرسائل باللغة الإنجليزية، 26 حرفا لاتينيا وفاصلة عليا، بالإضافة إلى عشرة أرقام عربية.
موسكو بدورها بعثت خلال تلك المراسلة التجريبية برد إلى واشنطن تضمن وصفا لغروب الشمس في موسكو، احتوت تلك المراسلة على جميع الأحرف الـ 32 للأبجدية السيريلية الروسية.
منذ ذلك الحين يتبادل البلدان عبر الخط المباشر مراسلات يومية لتعميق التفاهم تبدأ يوميا من موسكو على واشنطن وتحتوي على نصوص محايدة، حيث يرسل الفنيون الأمريكيون في العادة مقتطفات من الأعمال الأدبية الكلاسيكية لمارك توين على سبيل المثال، ويرد الخبراء الروس بإرسال نصوص مثل مقتطفات من قصص تشيخوف.
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة أمل بتنفيذ القانون الدولي
قال المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، إن مذكرتي الاعتقال الدولية الصادرتين بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف...
قراءة التفاصيل