أسيرة بين فيافي الماضي، لا أبصر سوى غسق الدجى، يسود صدري قتام عصيب، ينتهبني الضنى، حتى بات جسدي مضمحل هزيل، وتـُسحق روحي بواسطة رحى تجردني لزمهرير لهيب نيران اضرمت بالقلب وطفت فوق ما بالقلب يُحيط، بينما العقل سقط صريعاً بغيابة جُب الماضي الوعور، لأبقى ساهِدة الدجى، ساهمة الطرف، بقوقعة من ذكريات شجو، أضرمت بالروح نيران تلهبها بداخل الرحى، ليستافوا معاً، والذكريات تفوز، فيجول أمام العين أبشع ذكرى.
ماضيها الذي أسرها بين الفيافي، فهذه نهاية القلب الذي هوى، فبعد أن كان صاحبه صرحاً عالياً هوى، فهل من فودي يمد له يد العون، أم سيظل كما هو يدفع ضريبة الماضي حتى يدفن بداخله دون أن يسنا عليه فجراً، أو أن يعبره عابر ويعبر لأذنيه أنينه، فلعل ذلك الأمل لو يبقى، دون أن تضرم به نيران خيبة واقعه، بأنه مقيد بأصفاد ماضي في فيافي لا يدلفها سوى من كتُب له ذات ما كُتب عليه.