الجميع يعرف الموناليزا، الجيكوكاندرا الساحرة، التى تبهر العالم منذ قرون، لفنان عصر النهضة الشهير دافنشى، لكن مع اجتياح طالبان مرة أخرى للعاصمة الأفغانية “كابول” والسيطرة على القصر الرئاسى، وبعض المناطق الحيوية فى أفغانستان، عاد إلى الأذهان اسم “الموناليزا” مرة أخرى، لكن هذه المرة لم تكن موناليزا “دافنشى” الشهيرة، المحفوظة بمتحف اللوفر بباريس.
الموناليزا هذه المرة “أفغانية” “شربات جولا” التى عرفت لأول مرة عام 1984 عندما التقط المصور الأمريكي، ستيف ماكوري، صورة لها وهى فى سن 12 عاما، في مخيم ناصر باغ للاجئين في باكستان، بعد أن هاجرت من بلادها بعد الغزو السوفييتي لأفغانستان في تلك الفترة.3
واعتبر مغردون تداولوا صورة “جولا” على نطاق واسع، “أنها تقول كل شيء عن أفغانستان دائماً”، في إشارة لما تمثله من سحر وجمال، وبؤس وخوف في الوقت نفسه.
الصورة انتشرت في يونيو 1985 بعنوان “الحسناء الأفغانية” على غلاف مجلة “ناشيونال جيوغرافيك”، لم يكن يعرف عنها آنذاك أي معلومات، سوى أنها فتاة مراهقة بعيون خضراء ترتدي حجابا أحمر.
لكن منذ ذلك الحين لم يعرف كثيرا عن الفتاة التى لم تعرف الشهرة طريقا لها إلا من خلال صورتها، وظلت مجهولة، بعد سنوات عرضت صور أحدث لها كجزء من قصة غلاف عن حياتها في عدد أبريل 2002 من مجلة “ناشيونال جيوغرافيك”، وأيضا كانت موضوع فيلم وثائقي تلفزيوني، “البحث عن الفتاة الأفغانية”، الذي تم بثه في مارس 2002.
وأثر الشهرة والرمزية الواسعة لـ صورة شربات جولا قرر الصحفي ستيف ماكوري البحث عنها ولكنه فشل، وفى عام 2002 قرر فريق من ناشيونال جيوغرافيك البحث عنها في منطقة نائية في أفغانستان، حيث كانت تبلغ من العمر آنذاك حوالي 30 عاما.