أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، بأن إسرائيل تتجاهل محاولات الولايات المتحدة ثنيها عن شن هجوم بري على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك في ظل تزايد التوترات بين البلدين الحليفين بسبب سلوك تل أبيب خلال الحرب.
وتزعم إسرائيل أن اجتياح رفح ونزعها من قبضة حركة حماس مهم للغاية بالنسبة لاستراتيجيتها لكسب الحرب.
ووفقا للصحيفة، تأمل الإدارة الأمريكية في إقناع كبار المسئولين الإسرائيليين، الذين يزورون واشنطن في الأيام المقبلة، بأن هزيمة حماس لا تتطلب غزوا بريا كاملا لرفح، بل ويخشى المسئولون الأمريكيون أن تتحول العملية إلى “حمام دم” يزيد من الغضب العالمي بشأن الحرب الإسرائيلية في غزة.
وتأتي التوترات بين إسرائيل والولايات المتحدة في الوقت الذي تتصارع فيه الإدارة الأمريكية مع الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار ورد الفعل السياسي المحلي الذي يواجهه الرئيس جو بايدن من الناخبين الذين يحتاجهم لإعادة انتخابه في نوفمبر المقبل.
* إسرائيل تصر على اجتياح رفح
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأول، إن إسرائيل ستمضي قدما في عملية برية في رفح “بدعم أمريكي أو بدونه”، مضيفا “لا سبيل أمامنا لهزيمة حماس دون الدخول إلى رفح والقضاء على فلول الكتائب هناك”، على حد زعمه.
جاءت تصريحات نتنياهو بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل خلال جولته السادسة للمنطقة منذ بدء الحرب، والذي حذر فيها من الهجوم البري الإسرائيلي المحتمل على رفح.
وحذر مسئولون أمريكيون رفيعو المستوى، من بينهم بلينكن، إسرائيل من أنها تخاطر بالعزلة العالمية، منتقدين عدم وجود خطة لحكم غزة بشأن “اليوم التالي” بعد الحرب.
* مخاوف فلسطينية من اجتياح رفح
ويلجأ نحو 1.4 مليون مدني فلسطيني إلى رفح، وأغلبهم لاجئون من أجزاء أخرى من قطاع غزة التي تتعرض لقصف إسرائيلي شديد، فحجم الدمار ونقص الإمدادات الإنسانية في معظم أنحاء القطاع لم يترك للاجئين أي مكان آخر يذهبون إليه.
ويتزايد خوف المدنيين في رفح، الذين يكافح الكثير منهم للعثور على الغذاء والماء لعائلاتهم بينما يحتمون في خيام المدينة، من هجوم بري إسرائيلي واسع النطاق.
بدوره، عزز أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمس، خلال زيارته معبر رفح البري في مصر، من الانتقادات الدولية لخطط إسرائيل للهجوم البري على رفح، داعيا إلى وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون قيود وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس.
* اجتياح رفح لن ينهي “حماس”
وتواجه القيادة الإسرائيلية انتقادات متزايدة في الداخل بسبب ركود الحرب في غزة، فبعد تدمير أكبر مدينتين في القطاع وهما غزة وخان يونس، لم تحقق إسرائيل تقدما يذكر، بحسب “وول ستريت جورنال”.
ووفقا للصحيفة، أدى غياب خطط نتنياهو بشأن حكم غزة بعد الحرب إلى تصاعد التوترات مع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، التي حذرت لأسابيع عديدة من أن الفراغ السياسي قد يفيد حماس.
ويرى محللون أن تحقيق إسرائيل انتصارات تكتيكية في رفح، مثل تدمير كتائب حماس، لن يضمن بالضرورة مكسبا استراتيجيا دائما إذا أعادت الحركة تشكيل نفسها لاحقا.
وقالت سنام فاكيل، باحثة في شئون الشرق الأوسط في مركز “تشاتام هاوس” البحثي ومقره لندن، “إن تقطيع أوصال حماس يوفر فرصا نظرية لإسرائيل لإعلان النصر”، مضيفة: “لكن الحركة ستنمو مرة أخرى في غياب استراتيجية سياسية أوسع للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
وبحسب الصحيفة، يتوقع أن يؤدي الهجوم على رفح إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث أن المدينة هي نقطة الدخول الرئيسية للإمدادات الغذائية والطبية الشحيحة بالفعل.