هل تعلم مدى قسوة شعور، أنك لا تعلم ما يُسعدك حتى تفعله؟
إنه شعور قاسي بشع يضرم بالروح نيران الحزن والهم، يعصف بالقلب ويسحق به أرضاً، حينما ترى من حولك يسعون لسعادة أنفسهم، بينما أنت تقف كالعاجز الذي سلبه الشيب فجأة، ليجلس بشرفته يحتسي قهوته الساده حزناً على شبابه المنسلب، تنظر إليهم بحسرة وتتمنى بداخلك لو تستطيع أن تفعل مثلهم، أو أن تسعد نصف نصف سعادتهم.
ولكن بالحقيقة أن من يكتفي بالنظر لما يراه فقط، فهو لا يرى شئ، فهؤلاء الناس ليسوا سعداء كما ترى أنت، بل لديهم من الحزن والهم ما يهدم أعتى الجبال.
هم فقط يفرون هاربين من أحزانهم، لينطلقوا كالتائهين بين الشوارع، يكتمون صرخاتهم المتألمه، بضحكاتهم الصاخبه.
لذا فقم من مجلسك وافعل مثلهم، وكأنك طفل صغير يفعل مثل من حوله، افعل أبسط الأشياء لتسعد قلبك الصغير، فالسعادة دائماً ما تكمن في البساطة.