أصاب الهجوم الإرهابي على قاعة “كروكوس سيتي هول” للحفلات بضواحي موسكو الروس بالصدمة، بينما اتجهت الحشود لوضع آلاف الزهور على موقع الهجوم الذي تبناه تنظيم “داعش” الإرهابي.
وفي هذا الإطار، استعرضت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في تقرير لها كل ما يتعلق بالهجوم وتداعياته حتى اللحظة.
* أسوأ هجوم إرهابي في روسيا خلال آخر 20 عاما
قتل ما لا يقل عن 137 شخصاً في الهجوم الذي وقع يوم الجمعة، عندما فتح مسلح النار على قاعة مركز “كروكوس”، وهو مكان مزدحم للحفلات الموسيقية، انهار لاحقاً جزئياً بعدما أشعل المهاجمون النار فيه.
ووصف الحادث بأنه أسوأ هجوم إرهابي يضرب روسيا خلال أخر 20 عاما.
وأفادت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية بأن أربعة أشخاص اتهموا بارتكاب عمل إرهابي ويواجهون عقوبة السجن مدى الحياة.
وقال مسئول أمريكي لصحيفة “واشنطن بوست” – شريطة عدم كشف هويته – إن الولايات المتحدة “ليس لديها سبب للشك” في إعلان داعش تبنيه المسئولية.
وجاء الهجوم بعدما أصدرت الحكومة الأمريكية تحذيرات للأمريكيين في روسيا – وللسلطات الروسية – هذا الشهر بشأن “هجوم إرهابي مخطط له” في العاصمة موسكو.
ووقع الهجوم بعد أيام فقط من فوز بوتين في الانتخابات الرئاسية، بينما تتواصل الحرب في أوكرانيا للعام الثالث.
* ماذا عن الضحايا؟
لم يتم الإعلان بعد عن هويات الضحايا الـ137، لكن لجنة التحقيق الروسية قالت، الأحد، إنه تم تحديد هوية 62 منهم.
وأصيب ما لا يقل عن 182 شخصاً، من بينهم 101 كانوا لا يزالون بالمستشفى، مساء الأحد، وفقاً لما قالته وزارة الصحة الروسية.
وأفادت قناة “بازا” المرتبطة بأجهزة الأمن الروسية عبر منصة “تليجرام”، بالعثور على 28 جثمانا في أحد مراحيض المكان، كان من بينها “العديد من الأمهات” يحملن أطفالهن، في حين تم العثور على 14 آخرين عند درج مخرج الطوارئ.
* علاقة داعش
لم يشر بوتين خلال الخطاب، الذي أدلى به يوم السبت، إلى تنظيم داعش الإرهابي بالرغم من إعلان التنظيم مسئوليته عن الهجوم، وأكد بدلاً من أكد أن المتهمين كانوا “يتجهون إلى أوكرانيا” قبل القبض عليهم، موضحاً أن “مساحة تم إعدادها لهم من الجانب الأوكراني لعبور حدود الدولة”، لكن كييف نفت أي تورط لها.
وبالرغم من أن التنظيم لم يقل أي ذراع له مسئول عن الهجوم، تواجه روسيا تهديداً متعدد الجوانب من التنظيم المتطرف.
وقال مسئولان أمريكيان لـ”واشنطن بوست” – شريطة عدم كشف هويتهما – أن تحذير الولايات المتحدة استند جزئياً على معلومات مخابراتية بشأن نشاط محتمل داخل روسيا لداعش خراسان، الذراع الأفغاني الباكستاني للتنظيم.
وكان خبراء أمنيون قد كتبوا بمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية العام الماضي أن روسيا “عدو مألوف” لداعش خراسان؛ بسبب إرثها من الحرب السوفيتية الأفغانية، والتكتيكات العسكرية الروسية في الشيشان، وتدخلها العسكري في سوريا.
وقال الخبراء حينها: “من خلال تحريض المتطرفين للهجوم على روسيا، يتطلع داعش خراسان إلى توليد زخم، لا سيما في وقت يئن فيه قلب تنظيم داعش في سوريا تحت وطأة جهود مكافحة الإرهاب”.
وفي عام 2015، ظهر فرع جديد، داعش القوقاز، حيث تعهد المسلحون في مقاطعات داغستان والشيشان وأنجوشيا وكاباردينو بلقاريا الروسية، بالولاء للتنظيم الإرهابي.
علاوة على ذلك، هناك وجود لداعش في آسيا الوسطى. ويظهر مقطع فيديو بثته وسائل الإعلام الروسية ما لا يقل عن أحد المهاجمين المزعومين يتحدثون اللغة الطاجيكية خلال الاستجواب.
وقال دوجلاس لندن، ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” متخصص في مكافحة الإرهاب، إن روسيا لم تعط الأولوية لتهديد داعش الصادر من المنطقة.
وأضاف: “انضم الآلاف من آسيا الوسطى إلى داعش، وعاد العديد من سوريا والعراق بعد هزيمة التنظيم في عام 2017”.
* رد الفعل الروسي
أعلنت روسيا الحداد، يوم الأحد، ووضع الناس الزهور على نصب تذكاري أمام قاعة الحفلات.
وظهرت لافتات ونصب تذكارية مؤقتة بالمدن في جميع أنحاء البلاد تحمل عبارة “نحن في حداد”.
وألقى بوتين، خلال خطابه، باللوم على أوكرانيا من خلال الإشارة إلى “النازيين”، وهي تسمية يطلقها على الحكومة الأوكرانية. لكنه لم يشر إلى داعش، ولم يتطرق لتقييم المسئولين الأمريكيين لاحتمال تورط التنظيم.
من جانبه، رفض ميخائيلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاتهامات بتورط كييف.
وقال بودولياك خلال منشور عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً): “أوكرانيا ليس علاقة بكل تأكيد بإطلاق النار/التفجيرات”، مضيفاً أن “كل شيء في هذه الحرب سيتقرر فقط في ساحة المعركة”.