أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أن مصر تلعب دورا بالغ الأهمية، لاسيما في مكافحة الجوع في غزة؛ نظرا لأن الجزء الأكبر من المواد الغذائية التي تصل إلى غزة تأتي عبر معبر رفح الحدودي، “بينما المعابر الحدودية من الجانب الإسرائيلي لا تفتحها إسرائيل أو تفتحها بشكل محدود”.
جاء ذلك خلال زيارتها القاهرة، اليوم الاثنين، للتباحث مع وزير الخارجية سامح شكري حول الوضع الإنساني في غزة والخطوات اللازمة لإنهاء الحرب.
وأضافت، وفقا لمنشور على الصفحة الرسمية لسفارة ألمانيا بالقاهرة بموقع “فيسبوك”: “نحن بحاجة إلى فتح الطريق البري”، مشيرة إلى أن مصر تقوم بتقديم دعم كبير في ذلك، وأيضا في رعاية المرضى والمصابين.
ولفتت إلى أنه “في الوقت نفسه، يتعين علينا بذل كل ما في وسعنا حتى يكون هناك هدن إنسانية الآن، ونصل في النهاية إلى وقف إطلاق نار مستدام وتنتهي معاناة الآلاف من الناس”.
وأشارت إلى أنه لا يمكن إيجاد حل إلا بالتعاون مع دول المنطقة، متابعة: “من المهم جدا بالنسبة لي أن أستوضح كل الإمكانيات المتاحة لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية مع شركائنا في المنطقة”.
• جهود دولية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة
كان سامح شكري وزير الخارجية، استقبل اليوم الإثنين بمقر وزارة الخارجية، أنالينا بيربوك وزيرة الخارجية الألمانية، حيث عقد الوزيران مباحثات موسعة، تناولت فى الشق الأكبر منها الأوضاع في قطاع غزة وجهود وقف الحرب الدائرة.
وكشف السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، أن المباحثات تناولت مختلف جوانب الأزمة في غزة، والجهود الدولية المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والحد من المعاناة الإنسانية المتفاقمة لسكان القطاع، حيث أكد سامح شكري حتمية إنفاذ التهدئة ووقف إطلاق النار في غزة في أسرع وقت، مستعرضا الاتصالات والجهود التي تبذلها مصر على جميع الأصعدة، بما في ذلك الاتصالات مع الجانب الأمريكي وجهود الوساطة بين حماس وإسرائيل، بهدف الوصول إلى هدنة تُفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار.
• رفض قاطع لمصر لأي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح الفلسطينية
وقد أكد وزير الخارجية لنظيرته الألمانية مجددا، رفض مصر القاطع وتحذيرها غير القابل للتأويل أو الشك، من أي عملية عسكرية إسرائيلية فى رفح الفلسطينية، لما ستنطوي عليه من كارثة إنسانية ستخرج عن السيطرة، وتعقيدات غير مسبوقة.
كما أكد ضرورة تكاتف الجهود الدولية من أجل الضغط على إسرائيل لضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل كامل، وفتح المعابر البرية بين إسرائيل والقطاع، وعدم وضع عوائق أمام وصول المساعدات لجميع مناطق القطاع بما في ذلك شمال غزة. وقد أمنت وزيرة خارجية ألمانيا على أهمية فتح جميع المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة، وإزالة العوائق التي تحول دون دخول المساعدات.
• حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية
وأردف السفير أحمد أبو زيد، أن وزير الخارجية ذكر لنظيرته الألمانية أنه لم يعد مقبولا استمرار عجز مجلس الأمن عن إصدار قرار يطالب بوقف إطلاق النار بعد مرور أكثر من 5 أشهر من هذه الحرب الضروس، وما نتج عنها من سقوط أعداد غير مسبوقة من الضحايا المدنيين والأطفال والنساء، بل أن قرارات مجلس الأمن والتدابير التي تطالب بها محكمة العدل الدولية لا يتم احترامها على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي بأسره، بما في ذلك القرار 2720 الذي أنشأ آلية أممية تتولى مراقبة والتحقق من دخول المساعدات من داخل القطاع لتجنب الإجراءات الإسرائيلية المعوقة، إلا أن الآلية لم تتمكن حتى الآن من الاضطلاع بمهمتها.
كما تطرق الوزيران إلى مسار الأفق السياسي للتعامل مع القضية الفلسطينية، حيث أكد الوزير شكري أهمية حل الأزمة من جذورها، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي طويل المدى، استنادا إلى رؤية حل الدولتين ومقررات الشرعية الدولية، مطالبا بتغيير نمط التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية عن النهج السابق، وأن يبدأ ذلك بتحرك جاد نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وإقرار العضوية الكاملة لها داخل الأمم المتحدة.