((وبالأبناء إحساناً))
“بسم الله الرحمن الرحيم”
قال تعالى:”وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً”
“صدق الله العظيم”
_لقد أمرنا الله عز وجل ببر الوالدين والإحسان اليهم في عدة آيات قرآنية كما أوصى بذلك سيد الخلق(صلى الله عليه وسلم).
ولم يوصى الإسلام الوالدين على الأبناء في أي سورة أو موقف أو موضع” فحب الوالدين للأبناء هو غريزة نابعة من الفطرة
فقد تجد أن بعض الأبناء يعوقون الآباء.
ولكن هل يعق الآباء الأبناء؟
نعم فكما يعق الأبناء الآباء، قد يحدث أن يعق الآباء الابناء.
و من صور هذا العقوق أن يسيئ بعض الآباء إختيار الاسماء للأبناء، و منها أيضاً أن بعض الآباء قد يسيئون معاملة الأبناء بل وإجبارهم على الخروج للعمل فى صغرهم فلا ينعمون بطفولتهم. و في سبيل ذلك قد يحرمونهم من التعليم .
ومن صور هذا العقوق أيضا التمييز بين الابناء وعدم العدل بينهم . ولذا قد يولد بينهم الحقد وتتعمق فيهم الفرقة والكراهية .
واليك أمثلة من واقعنا المعاش لعقوق الآباء لأبنائهم:
تخيل أن رب أسرة يتقاضى راتباً أو ربحاً يومياً على سبيل المثال فقط”مائة جنيه”و يعول ثمانية أطفال إضافة إلى زوجتة ليكون المجموع هو العدد عشرة.
إذًا سيكون نصيب الفرد الواحد عشرة جنيهات فقط .
ورب أسرة آخر يتقاضى أو يربح نفس المبلغ ولا يعول سوى طفلين فقط.
إذًا سيكون نصيب الفرد25جنيها.
فهل تكفى العشرة جنيهات فرد واحد مع العلم ان هذا الفرد يحتاج طعاماً وشراباً ومصروفات مدرسية ومصروفات علاج ومتطلبات الحياة اليومية الأخرى ، وذلك مقارنة بالاسرة الأخرى التي أصبح دخل الفرد فيها 25جنيهاً؟
بالطبع في الحالة الثانية ستكفى وسيدخرون منها.
ولذا اقولها بكل ثقة وحزم أن الأسرة المسلمة الصحيحة مقياسها الحقيقي ليس بالكم_وانما بالكيف؟
فسعادة الأسرة لا تكمن فى عدد أفرادها، وانما تكمن فى مستوى معيشتهم.
ولعل من يحتجون بالأحاديث النبوية الشريفه للحث على الإنجاب)
مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم :”تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة”
لا يعلمون أن هذا الحديث ليس فيه إلا الحث على الزواج وهو أمر فطرى، والحث على التناسل حتى لا ينقطع النوع الإنساني وهو أمر فطرى أيضاً
ويباه بنا الرسول يوم القيامة بما قدمنا من أعمال وإنجازات
وليس بكثرة أعدادنا.
ولو كان كثرة الإنجاب امر مطلوب أو مفيد وله نفع (لما جعل الله إنقطاع الطمث عند النساء في سن مبكر وهو عادة فى الأربعين من عمرها ولعله سبباً رئيسياً فى الحد من كثرة التناسل .
_فيجب أن مثل تلك القضايا المهمه تؤخذ على محمل الجد واهتمام بالغ.
علينا التفكر والوصول إلى أفضل صيغ الحياة المتاحة في ضوء تعاليم الدين السموحه فقد أوصانا الله عز وجل بالتفكير والتدبر كما نصحنا فى عدة مواضع من القرآن الكريم حيث قولة تعالى ( يا أولى الألباب)
_بالطبع أولى الألباب هنا هم أصحاب العقول.
_وكما قال عن خلق السماوات والأرض والليل والنهار.
“ودعوته عز وجل لنا بالتفكير فى ذلك بأنها آيات لأولى الألباب”وهم أصحاب العقول أيضاً فلنأخذ بعين الإعتبار أن
سعادة الأسرة لا تكمن فى الكم ولكن تكمن فى الكيف. وان يكون الإنسان قوياً صالحاً متمتعاً بحسن الخلق والامتثال لأوامر الله تعالى والصبر والمثابرة والتعلم والوعي.
فالاسرة الواعيه والصالحه تتميز بمحبة أفرادها لبعضهم البعض فلا تولد كراهية ولا احقاد بينهم وهذه الكراهيه والأحقاد قد توجد بسبب الفقر وقلة الموارد والصراع. فالفقر سببه الأول والأخير “الكم وليس الكيف”.
اتمنى من أهالينا أصحاب الفطرة السليمه والنقيه أن يتسلحوا بالوعي والفهم السليم حتى تكون حياتهم سعيده وتكون مجتمعاتنا قويه مادياً ومعرفياً ومتعلمه ومثقفه حتى ننطلق نحو التقدم.
#بقلم_منة_عرفة