نعود في هذه الحلقة إلى بدايات التسعينيات عندما عرض لأول مرة مسلسل ذئاب الجبل، وتحديدا مع شخصية البدري بدار، واحدة من أشهر الشخصيات الدرامية الصعيدية وأيضا من أبرز الشخصيات التي قدمها الفنان أحمد عبدالعزيز، وقد حقق المسلسل نجاحا مدويا عندما عرض، وأعيدت حلقته الأخيرة مرتين، ومازال مشهد النهاية يٌنشر ويتم مشاركته على منصات التواصل الاجتماعي، كما أن اللغط حوله لا يثار بين الحين والآخر، مع تصريحات النجوم الذين شاركوا فيه، حول النهاية الأصلية للمسلسل، والتي تغيرت بسبب رحيل الفنان عبد الله غيث قبل انتهاء مشاهده.
البدري بدار.. التحول من القسوة إلى الحب
في التسعينيات كان أحمد عبد العزيز هو نجم الدراما الأول، قدم العديد من الشخصيات الناجحة، ومن أبرز الأدوار التي لعبها، شخصية البدري بدار، الصعيدي من قرية بهتون الجبل، كما حددها المسلسل، من تأليف محمد صفاء عامر، وهو الكاتب المعروف باهتمامه بالدراما الصعيدية، وإخراج مجدي أبو عميرة.
تدور قصة المسلسل حول البدري بدار وشقيقته وردة، وكلاهما شخصيات مختلفة، ومن هنا يبدأ الصراع الأساسي في العمل، والصراع هو جزء رئيسي من حبكة أي عمل درامي، يحدث التصادم بين الاثنين بسبب إيمان كل منهما بمبادئ مختلفة عن الآخر، بينما تميل وردة إلى الحب والعاطفة، يختار البدري القَبلية ومبادئ القرية والنزعة العصبية في كل أمور حياته.
تختار وردة الزواج من شخص خارج عائلتها ويدعمها في ذلك والدها، وذلك يجن جنون البدري لخروجهم عن التقاليد الحاكمة لحياتهم، ويستغل هذا الصراع شخصية علوان البكري، الذي يكون البطل الضد الرئيسي لشخصية البدري، فهو يحلم أن يكون الحاكم صاحب القرار، ونتيجة لاختفاء وردة وسفرها مع زوجها يتهم البدري بقتلها وتُفتقد كل الأدلة التي قد تنجيه من هذا الاتهام.
شخصيات البدري، وفق السيناريو، لم تكن شخصية سطحية، بل هو شاب جامعي، نحى أفكاره وشخصيته جانبا وتمسك بجلباب وتقاليد بهتون الجبل، ولكن مع مرور الأحداث ووقوعه في الحب، يتغير كل شئ ويصبح شخصا آخر بعد المحنة التي يمر بها، ويمكن اعتبار هذا التحول في الشخصية واحد من أهم أسبابها، لأن المشاهد على مدار الحلقات ينتظر اللقاء بين الشقيقين، بعد التغير الذي طرأ عليهما، وهو من أهم أدوات جذب المشاهد، خلق حبكة منطقية تؤدي إلى تطور الشخصيات بالتوازي مع حالة من التشويق وإثارة التساؤلات لدى المُشاهد.
وفي حالة مسلسل ذئاب الجبل هناك تشويق مضاعف حول الشخصيات، حيث ينتظر المشاهد النهاية، لكي يرى اللقاء المنتظر بين الشقيقن، وفي نفس الوقت تعيش وردة حالة من الخوف، خشية وصول أي فرد من بلدها إلى مكان إقامتها وقتلها، ومطاردة الضابط عصام –عبد الله محمود- للبدري وتحويله الأمر من كونه تحقيق العدالة إلى ثأر شخصي بسبب كرهه للبدري.
شارك في المسلسل عدد كبير من النجوم من بينهم، عبد الله غيث، وحمدي غيث، وأحمد ماهر، وزوزو نبيل، وإنعام سالوسة، ومحمد الدفراوي، ورجاء حسين، ووفاء مكي، وميرنا وليد، وشريف منير ووائل نور وسماح أنور وصلاح عبد الله، وأدى أغاني التترات علي الحجار.