قال السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن الجامعة تتابع بدقة مستجدات مشروع القرار الفرنسي المرتقب بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، محذرا من أن الهجوم على رفح جنوب القطاع يهدد ما تبقي من الاستقرار الإقليمي.
* مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن
وأوضح زكي، خلال حديثه لقناة الغد مع الإعلامي عمرو عبدالحميد، أن الحوار الآن يدور حول كيفية تأمين مرور هذا المشروع الذي قد يعني مرحلة جديدة في تعامل مجلس الأمن مع القضية الفلسطينية، وذلك لسبب رئيسي أن المشروع لا يتعلق فقط بوقف إطلاق النار وإنما بصفة عامة الوضع الفلسطيني، بما في ذلك الإعتراف بدولة فلسطين وعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة.
وأشار إلى إدراك الجامعة العربية لاحتمالات إعاقة هذا المشروع بحق النقض (الفيتو) من قبل أحد الأطراف وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة، مؤكدا أنها بالفعل احتمالات واردة و قائمة ولكن على الرغم من ذلك يظل الأمر الأهم هو إدراك الجامعة التام أن هناك حركة قادمة في الأمم المتحدة للتعامل مع نقاط رئيسية بشأن القضية الفلسطينية.
أما فيما يخص تصريحات رئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن اقتحام رفح سواء بدعم أمريكي أو دون ذلك، أوضح أن “الدولة المعنية بهذا دون غيرها هي الدولة المصرية التي قد تضطر لمواجهة تداعيات هذا الهجوم إن حدث”، مشيرا إلى “الموقف المصري واضح في هذا الصدد، والأمر بالفعل محفوف بالمخاطر، وقد يعرض العلاقات المصرية الإسرائيلية لمخاطر كبيرة، التي تعد ركنا أساسيا في السلام الإقليمي على مدار نحو 45 عاما”.
وأعرب الأمين العام المساعد للجامعة العربية عن تطلع الجامعة لتضييق نطاق الحرب وصولا لوقف إطلاق النار الكامل.
* تحذير من التهجير القسري
وفيما يخص احتمالات التهجير القسري للفلسطينيين، قال السفير حسام زكي إنه “في ظل هذا العدد من المدنيين الذين وضعوا قسرا في مربع ضيق وأوضاع بائسة إضافة للهجوم المسلح عليهم، ماذا نتوقع منهم دون الفرار في جميع الاتجاهات للنجاة بأنفسهم حيث مكان آمن وذلك بالتأكيد دون تخطيط من أي طرف”.
وأضاف: “لا أحد يرغب في رؤية مثل هذا المشهد ولكن من خلال تحليل التصريحات المصرية بدقة نصل جميعا لنتيجة مفادها أن مثل هذا الوضع قد يهدد الاستقرار الإقليمي أو ربما ما تبقى منه”، موضحا أن الحديث هنا عن عناصر استقرار طويلة الأمد، والمقصود اتفاقية السلام. كما أكد أنه في حال تحقق ذلك سوف يواجه الإقليم أمور مستجدة لها تباعاتها السلبية.
وحول رؤية الجامعة العربية للسيناريوهات المتوقعة لليوم التالي للحرب، أكد السفير حسام زكي إلتزام الجامعة العربية الدائم بكل قرار يتم اتخاذه بل والتعبير عنه بكل الطرق المتاحة ولكن في المقابل عندما يكون ليس هناك قرار، يحرص الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على صياغة موقف سياسي يتماهى مع مواقف الدول، خصوصا عندما تكون هناك دول تأخذ بزمام المبادرة وهو ما ينطبق على الحالة القائمة.
كما أوضح زكي أنه لم يتحدد أي قرار عن الوضع الفلسطيني عقب الحرب لسبب رئيسي أن المطلب الفلسطيني والعربي الأساسي هو وقف إطلاق النار، فالتركيز التام على هذا المطلب جعل من الحديث عن الوضع عقب الحرب كان ولا يزال شكل من أشكال الاستسلام لمواجهة الأمر الواقع الذي تفرضه إسرائيل، والذي يعد مرفوضا فلسطينيا وعربيا.
* الحاجة لمزيد من الحوار الفلسطيني الفلسطيني
وأشار السفير حسام زكي أن الأمور الآن وعقب مرور ستة أشهر كاملة من المواجهة الدامية التي أسفرت عن آلاف القتلى و المصابين، أصبحت واضحة، فهناك بالفعل حكومة فلسطينية جديدة كلفت ضمن تكليفاتها بالعودة إلى غزة عندما يتاح ذلك لاستعادة قدرتها على السيطرة على الوضع في غزة.
كما أوضح أن الجامعة العربية ترى في هذه الخطوة خطوة إيجابية، إذا مكنت الحكومة من الحصول على صلاحيتها للقيام بدورها، فهي خطوة من شأنها أن تساهم بالفعل في لملمة الوضع الفلسطيني ميدانيا ما بعد وقف إطلاق النار، منوها أن الأمور فيما يخص الوضع الفلسطيني بين الفصائل الفلسطينية لا تزال بحاجه لمزيد من الحوار الفلسطيني الفلسطيني، لاتخاذ القرار الفلسطيني دون التأثر بأي أطراف أخرى.
وشدد على أنه على الرغم من رغبة ومساعي الدول العربية الدائمة لمساعدة الفلسطينين إلا أن المطلوب أن يساعد الفلسطينيين أنفسهم للوصول للحد الأدنى من الاتفاق للتعامل مع جميع الأوضاع دون لجوء أي طرف لاتجاه معاكس لاتجاه الأطراف الأخرى.