داخل منطقة “دهب سكوير” السياحية بمدينة دهب، تجول مسيحي ذات أصول يونانية ومصري الجنسية “توني كازامياس”، وهو يحمل في يده علب من الكعك، ويوزعها على أهالي المدينة والسائحين المتواجدين في هذا القطاع السياحي العالمي بالمدينة، وتوجد بسمة على وجهه تعبر عن سعادة غير عادية بما يقوم بفعله، قائلا: “عيد سعيد علينا جميعا”.
وأكد توني كازامياس في تصريح لـ”أخبار مصر”، أنه يعشق مصر وسيناء منذ الصغر، عندما جاء إلى مصر مع والدته وهو في سن 9 سنوات لزيارة دير سانت كاترين، وخطفت روحانيات المدينة قلبه، وعندما أصبح شابا ذو 21 عاما، قرر العودة لزيارة سانت كاترين وأن يصبح أحد رهبان هذا الدير ذات القدسية الخاصة، كونه يقع في منطقة روحانية مقدسة، وتفاجأ برفض مطران الدير لطلبه بالرهبنة، لكنه لم ييأس وقرر أن يعمل متطوعا لخدمة الدير، وأتقن اللغة العربية وبعد عدة محاولات صار مستشار الدير للعلاقات الخارجية، أي همزة الوصل بين الرهبان والمواطنين وزائري الدير.
وأوضح توني، أنه أخذ يجوب مدن جنوب سيناء، حتى استقر بمدينة دهب كونها أقرب المدن لمدينة سانت كاترين، وعاش فيها منذ 20 عاما، واندمج مع أهلها، ويرى نفسه مصري سيناوي، ويعيش وسط أهالي المدينة في أمن وسلام، ودائما ما يشاطرون بعضهم البعض في المناسبات والأعياد المختلفة.
وذكر أن الأطفال من أبناء القبائل البدوية بالمدينة يأتون إليه في الأعياد لمعايدته، ويطلبون منه “العدية”، إضافة إلى حرصه على مشاركة المسلمين في العديد من موائد الإفطار خلال شهر رمضان المبارك.
وقال إنه يحرص على المشاركة في إقامة مأدبة إفطار سنويا بمدينة دهب، كونه يعشق الأجواء الرمضانية والروحانيات التي تملأ المدينة خلال هذا الشهر، ذاكرا أن المسلمين والمسيحيين يصومون من أجل التقرب إلى الرب، مشيدا بحالة التعايش والتسامح الديني على أرض سيناء بشكل خاص، وفي مصر بشكل عام.
وأكد أنه لم يشعر بغربة خلال تواجده وسط أهالي سيناء وخاصة مواطني مدينة دهب، الذين اعتادوا منه واعتاد منهم على المشاركة في كل المناسبات سواء كانت خاصة بالمسلمين أو المسيحيين.
ولفت إلى أن جنوب سيناء بشكل عام، ومدينة دهب بشكل خاص من أجمل بقاع الأرض، لما تتمتع به من طبيعة خلابة تأثر القلوب، وتجعل من يزورها يتمنى البقاء فيها ليس لهذه الطبيعة الفريدة فقط، ولكن أيضا كرم أهلها وتسامحهم يزيد من عشق هذا المكان، لذا الجميع يعيش هنا أخوة، ولا يوجد فرق بين مسلم ومسيحي.
وأشار إلى أن أهالي المدينة من البدو، يحرصون على مشاركته في جميع الأعياد والمناسبات المسيحية، ويتواصلون معه حتى إذا كان في زيارة لليونان، لتقديم التهنئة له.