وكالة أنباء العالم العربي تنشغل الموريتانيّة الساجدة هذه الأيام في جميع الأوقات بتجهيز طلبيّات زبائنها من مستلزمات عيد الفطر، التي زادت وتيرة الإقبال على شرائها منذ أنْ لجأت إلى تسويقها عبر الإنترنت.
وباتت هناك شريحة واسعة من الموريتانيين الذين يفضّلون شراء مستلزمات عيد الفطر عبر منصات التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصّات الرقميّة بدلا من الذهاب إلى الأسواق التقليديّة التي تشهد ازدحاما كبيرا في أيام العيد.
لا تُخفي الساجدة سعادتها من زيادة الإقبال على شراء المنتجات التي تعرضها عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تُمارس التجارة عبر المنصّات الإلكترونية منذ ثلاث سنوات؛ وترى أنّ الموريتانيين أصبح لديهم هذا النوع من ثقافة التسوّق وباتوا يشعرون بمزيد من الارتياح عند شراء منتجاتهم من المنصات الإلكترونيّة.
في حديث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، أرجعت الساجدة هذا التحوّل إلى التجارة والتسوّق عبر المنصّات الإلكترونيّة إلى سهولة الوصول إلى المنتجات وتوفّر العديد من الخيارات، بالإضافة إلى السرعة والراحة التي توفرها عمليّة التسوّق عبر الإنترنت.
وأوضحت أن عملاءها يفضّلون التسوّق عبر التراسل معها مباشرة، حيث يطلبون المنتجات التي يحتاجونها، لتجهز بدورها الطلبيّات بعد ذلك وتُرسلها مع خدمة التوصيل، مما أدى إلى توفير الوقت والجهد الذي كانوا يبذلونه في التسوّق في الأسواق التقليديّة. وقالت “في أيّام العيد خاصة، حيث يكون الازدحام على أشدّه، يجِد العملاء أنّ هذه الطريقة توفّر لهم الكثير من الوقت والجهد، مما يجعلها الخيار الأفضل بالنسبة لهم”.
* تغيّر التسوّق
على مواقع التواصل الاجتماعي، تنتشر إعلانات وعروضا ترويجيّة عن منتجات الملابس والهدايا، حيث يُمكن للمستهلكين شراء هذه المنتجات بسهولة واستلامها في ظرف ساعات.
وتُعدّ هذه العروض والخصومات جزءا من استراتيجيّة التسويق التي يعتمدها التجّار لزيادة مبيعاتهم خلال هذه الفترة الخاصة. محمّد الأمين كان يعتمد على محلّه التجاري لبيع منتجاته من ملابس وأحذية؛ إلّا أنّ تغيّر نمط المتسوّقين وتفضيلهم الشراء عبر الإنترنت جعله يجاري تغيّرات العصر.
وقال الأمين في حديث لوكالة أنباء العالم العربي “محلّي التجاري هو الوسيلة الرئيسيّة التي كنت أعتمد عليها في بيع منتجاتي؛ إلّا أنّ الأمور تغيّرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وأصبحت التجارة الإلكترونية تلعب دورا أكبر في عملي، حيث أعتمد الآن بشكل أكبر على بيع منتجاتي عبر الإنترنت”.
أضاف أنّه استطاع الوصول إلى عدد أكبر من العملاء عبر الإنترنت، لم يكن الوصول إليهم سهلا من خلال محلّه التجاري التقليدي؛ بالإضافة إلى ذلك، فقد تمكّن من توفير خدمات التوصيل للعملاء، مما جعل تجربة التسوّق لديه أكثر سهولة وملاءمة بالنسبة لهم.
وشهدت تجارة التجزئة الإلكترونية في موريتانيا تحوّلا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتفع عدد التجار الذين يستوردون السلع عبر تطبيقات التجارة الإلكترونية العالمية.
ويُعزَى هذا التحوّل إلى عدّة عوامل، منها التوسّع الكبير في استخدام التكنولوجيا والإنترنت في موريتانيا، والذي أتاح للتجار القدرة على الوصول إلى سوق عالمية واسعة وطلب السلع بسهولة عبر الشراء من تطبيقات التجارة الإلكترونيّة التي تملك فروعا في دول عربية. وتقول الساجدة إن تطبيقات التجارة الإلكترونيّة العالميّة سهّلت لها عمليّة الاستيراد وأسهمت في خفض تكاليف الوساطة والوكلاء.
* البحث عن الخصومات
ويعتبر التسوق عبر الإنترنت من الخيارات المفضّلة لدى العديد من الموريتانيين بالتزامن مع أيام العيد، نظرا لسهولة البحث عن المنتجات ومقارنة الأسعار، فضلا عن القدرة على الشراء في أي وقت ومن أي مكان.
وتقول آمنة بنت اعبيدن إنها اشترت مستلزمات العيد عبر الإنترنت، دون الحاجة إلى الانتقال إلى المحلات والتعرض للزحام، مشدّدة على أنّ العروض والخصومات المغرية لبعض الملابس حفّزهتا للشراء عبر الإنترنت بدلا من الذهاب إلى المتاجر التقليدية.
أمّا الشاب الموريتاني سيدينا، فقال إنّه اختار التسوّق عبر الإنترنت لشراء ملابس العيد هذا العام بحثا عن الخصومات والعروض، مؤكّدا أنّه وجد مجموعة كبيرة من الملابس بأسعار مخفّضة تناسب ميزانيته. ويرى الباحث الاقتصادي عبد الرحمن ولد ابراهيم أنّ من بين العوامل الرئيسية التي دفعت الموريتانيين نحو التسوّق عبر الإنترنت الرغبة في توفير الوقت والجهد، خاصة في ظل الحياة اليوميّة المزدحمة.
وقال ولد إبراهيم في حديث لوكالة أنباء العالم العربي إنّ هذا التحوّل يأتي في ظلّ انتشار واسع للهواتف الذكيّة والمحافظ الرقميّة، مما جعل التسوق عبر الإنترنت خيارا مفضّلا للموريتانيين. وتوقّع أن تستمر التجارة الإلكترونية في موريتانيا في التطوّر والانتشار في السنوات القادمة، وبما يعكس تغّيرات مهمة في سوق العمل والنمط الاقتصادي لحياة الموريتانيين.