قال شهود عيان لبي بي سي عربي إن الآلاف من سكان قطاع غزة سلكوا يومي الأحد والاثنين الطريق الساحلي باتجاه الشمال، بعد سماعهم أنباءً أن عدة أشخاص تمكنوا من عبور نقطة تفتيش مغلقة باتجاه مدينة غزة شمالي القطاع.
ونفى الجيش الإسرائيلي الأنباء المتداولة بالسماح بالعودة إلى شمال قطاع غزة، قائلاً إنها لا تزال “منطقة حرب”.
وقد شوهدت أمهات يمسكن بأيدي أطفالهن وعائلات تتكدس مع أمتعتها على عربات تجرها الحمير، أثناء سيرها على الطريق من الجنوب باتجاه الشمال.
يأتي ذلك بعدما انتشرت أحاديث بين النازحين مفادها أن الجيش الإسرائيلي يسمح للنساء والأطفال والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً بالذهاب إلى الشمال، وهو ما نفاه الجيش الإسرائيلي.
وقالت إيمان أحمد الرباعي، إحدى النازحات إلى جنوب قطاع غزة، لبي بي سي عربي: ” قال لنا أُناس إن الجيش الإسرائيلي سمح للنساء والأطفال بالرجوع إلى الشمال…، وأنا اشتقت لمنزلي (هناك)”.
وأضافت الرباعي لبرنامج غزة اليوم الذي يبث على راديو بي بي سي عربي: “منزلي لم يُهدم، لكن جميع محتوياته سُرقت، حتى إن هُدم المنزل سنبنيه من جديد. ولو تتطلب الأمر، سنعيش أنا وعائلتي في خيمة أسفل المنزل”.
وتابعت : “لقد أخذت معي طعاما ومعلبات، إذ يُقال إنه لا يوجد طعام في مدينة غزة”.
واختتمت إيمان الرباعي حديثها قائلة إنها ستذهب بصحبة ابنها، وإذا تمكنا من العودة فسوف يعودان، أما إذا لم يكتب لهما النجاح، فسيرجعان إلى الجنوب، حيث نزحا بداية الحرب.
ولم نعرف حتى الآن إذا تمكنت الرباعي من العودة إلى منزلها في الشمال أم لا.
لكن إحدى النازحات قالت لبرنامج غزة اليوم، الذي تبثه بي بي سي عربي، إنها حاولت العودة إلى الشمال، “لكن الجيش الإسرائيلي كان يطلق النار علينا وكذلك قنابل الغاز، فرجعنا. لا يزال هناك بعض منا هناك ولا نعلم ما الذي حدث لهم”.
كما أكدت إحدى النازحات لبي بي سي، لم تفضل الكشف عن هويتها، أنها حاولت هي ومجموعة معها العودة إلى الشمال، لكن الجيش الإسرائيلي أطلق النيران نحوهم، كما تقول.
وتقول سيدة أربعينية التقتها بي بي سي وهي تغادر الجنوب، إنها حملت أغراضها وسارت نحو الشمال، من دون أن تتأكد من تفاصيل الأخبار، مضيفة بصوت تخنقه الدموع “روحي معلقة في داري”.
“يقولون إن هناك عودة، فقررنا المجازفة، فإذا دخلنا كان بها، وإن لم نتمكن فسنعود أدراجنا”، هكذا قال رجل ستيني وهو يسير في طريقه نحو الشمال.
وأضاف لبي بي سي عربي: “سنموت في كل الأحوال، سواء بسبب النزوح أو الحرب؛ فالجوع والمعاناة والتشرد هو موت بالبطيء”
وختم حديثه قائلاً: “الموت السريع أفضل”، مشيراً إلى إمكان تعرضه لإطلاق النار عند العودة إلى الشمال.
أما نور، وهو نازح من غزة، لوكالة الأنباء الفرنسية: “عندما وصلنا إلى نقطة التفتيش (الإسرائيلية)، كانوا يسمحون للنساء بالمرور أو يوقفونهن، لكنهم أطلقوا النار على الرجال فاضطررنا للعودة، لم نكن نريد أن نموت”.
من جانبها قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) “إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت نازحين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة إلى شمالي قطاع غزة عبر شارع الرشيد”، وهو أحد الطريقين الرئيسيين اللذين يربطان جنوب غزة بشمالها.
وفي هذا السياق، قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن العديد من الغزاويين النازحين في شارع الرشيد، قد تعرضوا لهجوم، وأظهرت لقطات مصورة للوكالة النازحين وهم يهرعون للاحتماء.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 1.5 مليون فلسطيني نزحوا إلى مدينة رفح جنوبي القطاع.
وتقول إسرائيل إنها تخطط لإرسال قوات برية إلى رفح، لبدء عملية برية للقضاء على من تبقى من أعضاء حركة حماس هناك.