-تربيت على حكايات “ألف ليلة وليلة”.. وهناك مفاجآت كثيرة في الموسم الثاني لـ”جودر”
لفت الفنان وليد فواز الأنظار إليه في سباق دراما رمضان هذا العام، حيث يظهر بوجهين مختلفين تمامًا، فيقدم في مسلسل “حق عرب” شخصية “رباح” الشرير، الذي لديه ثأر عند “عرب السويركي” وهي الشخصية التي يقدمها الفنان أحمد العوضي، الذي تسبب في عاهة مستديمة لعين رباح اليسرى وهما أطفال، ويقدم وليد في مسلسل “جودر” شخصية سالم، الذي يشعر بالغيرة طوال الوقت من شقيقه “جودر بن عمر المصري” والذي يلعبه الفنان ياسر جلال.
وفي حواره لـ”أخبار مصر” يكشف وليد فواز عن ما جذبه للمشاركه في العملين، واستعداداته لكل شخصية، وكيف استقبل ردود أفعال الجمهور على أدواره والمشاهد التي أرهقته في تصويرها.
يقول وليد فواز: العملان هذا العام بهما تحدي كبير، وسعدت بالعمل فيهما، “جودر” هو التعاون الثالث بيني وبين مخرج العمل إسلام خيري، سعيد بهذه التجربة، لأن كل 10 أو 20 عام يتوفر للممثل أن يشارك في عمل بهذه الجودة والإتقان في كل عناصره الفنية.
-كيف استعديت لشخصية “سالم”؟
تربيت على عالم “ألف ليلة وليلة”، فتكونت لدي ذاكرة سمعية قوية، متذكر جدًا صوت الفنانة زوزو نبيل، وهي تحكي حكاية “جودر” في الإذاعة، ومن هنا أصبح لدي بشكل معنوي وروحاني وشعوري حصيلة عن هذه الحكاية، وبشكل لا شعوري استطاع ذلك أن يساعدني ويغذي أدائي في شخصية “سالم”.
إلى جانب أنني حللت العلاقة بين الشقيقين، سالم وجودر، وهي علاقة ليس بها أي ود، رأيتهما قابيل وهابيل، فهما نقيض لبعضهما البعض، بالإضافة إلى أن سالم شخص روحه من السهل التأثير عليها من قبل الشمعيين، وهو عالم الساحرة شواهي، والتي تلعب دورها الفنانة نور، واستطاعت “شواهي” أن تؤثر على سالم، عندما حاول أن يقتل أخيه وهما طفلين، وأيضًا كان لها تأثير كبير عليه عندما تحولت إلى إنسية في صورة الراقصة حسناء، كل هذه التفاصيل جعلتني أتقن الشخصية وأقدمها بهذا الشكل الذي ظهر على الشاشة.
-وماذا عن شخصية “رباح” التي تقدمها في مسلسل “حق عرب”؟
الفنان أحمد العوضي صديقي منذ سنوات عدة، وهذا هو التعاون الثالث بيننا، حيث قدمنا معًا من قبل “السبع وصايا” و”العهد”، ودارت بيني وبينه قبل المسلسل مكالمة هاتفية، ورغبته في أن نتعاون من جديد معًا وخاصة في أول بطولة مطلقه له، وبالفعل قرأت السيناريو، ووجدت شخصية “رباح أبو الدهب” دور جذاب في دراما شعبية، إلى جانب وجود اسم المخرج إسماعيل فاروق، والذي له العديد من النجاحات في الدراما الشعبية، ووجود مدير تصوير مثل جلال الذكي، إلى جانب أن العمل يضم باقة من الفنانين منهم رياض الخولي ووفاء عامر ودينا فؤاد، كل هذه العناصر المتميزة، جعلتني متحمس للعمل.
-هل أنت صاحب فكرة أن يكون “رباح” بهذا الشكل الخارجي الذي شاهدناه؟
الشكل الخارجي لشخصية “رباح أبو الدهب” من البداية مكتوب هكذا على الورق، والاتفاق من البداية أن الشرير يكون أعور، حتى شكل العين وانها في بعض المشاهد سيتم كشفها، وفي باقي المشاهد ستغطى بغطاء أسود يشبه ما يرتديه القراصنة، وكذلك الملابس التي صممتها مصممة الأزياء ملك ذو الفقار، والتي اهتمت بكل تفاصيل الشخصية، بالاتفاق مع مخرج العمل، حتى نصل لهذا الشكل الخارجي الذي ظهر به “رباح”، ربما كان لدي تدخل فقط في طريقة الأداء واللزمات التي تميزت بها الشخصية ومنها ” بيقولك والعهدة على اللى قال”.
-وما المشاهد التي أرهقتك أثناء تصويرها في العملين؟
هناك مشاهد كثيرة في مسلسل “جودر” مرهقة جسديًّا، أعتقد أن أغلبها في الموسم الثاني، أما “حق عرب” فهناك مشهد مواجهة بيني وبين “عرب السويركي” أخذ مني مجهودًا نفسيًّا مضاعفًا.
-وكيف كانت ردود أفعال الجمهور على العملين؟
تلقيت العديد من الرسائل والإشادات على العملين، إلى جانب ردود أفعال الجمهور المباشرة في الشارع المصري، وسعادتهم بأن “سالم” مختلف تمامًا عن “رباح”، وأن “حق عرب” دراما شعبية ممتعة، أما “جودر” فعمل فنتازي ولون افتقدوا تواجده في الدراما. ومن المواقف الطريفة التي حدثت، أن في إحدى مشاهد مسلسل “حق عرب”، ظهر رقم تليفون المعلم رباح، وهو رقم حقيقي خاص بأحد مساعدي الإخراج، وجاء لها العديد من مكالمات التهديد، الخاصة بأن يجب أن يعود رباح عمّا يريد أن يفعله بعرب السويركي.
-هل يزعجك حصرك في أدوار الشر، أم أنك تفضل هذه النوعية من الأدوار؟
استمتع بأدوار الشر، لأنها تكون جذّابة للجمهور، قدمت بعض الأدوار خارج هذه المنطقة، ولكن من وجهة نظري أرى أنني أكون بارع وبارز أكثر في أدوار الشر، وهناك العديد من أيقونات السينما، يؤكدون ذلك، والذين برعوا في هذه المنطقة ومنهم محمود المليجي وتوفيق الدقن، وبالتأكيد “البرنس” عادل أدهم، والذي أراه نموذجًا للشر ويعشقه الجمهور.
أرى أن شعبيتي تزيد أكثر مع أدوار الشر، وبين حين وآخر أقدم شخصية مليئة بالطيبة، مثل “محمود” في “بين السطور”، وتفاعل الجمهور مع هذه النوعية من الشخصيات يسعدني بشدة، لأنها نقيض لنوعية الأدوار التي أقدمها.
-وما الشخصية التي تحلم بتقديمها؟
أتمنى أن أقدم شخصية قائد من القادة الفاتحين المسلمين، الذين أثروا في الحضارة الإسلامية في فتوحاتهم، حتى أجعل الجيل الجديد يتعرف عليهم بشكل أوضح.
– وهل تفكر في العودة للمسرح الفترة المقبلة؟
إذا توفر إنتاج وفريق عمل ومخرج ومكان عرض جيد، يجب أن تكتمل وتتوافر كل هذه العناصر حتى أعود للمسرح، خاصة أن آخر تجربة لي، كانت أمام أحد عمالقة المسرح الدكتور يحيى الفخراني في عرض “ليلة من ألف ليلة” على المسرح القومي، ويجب أن يكون النص المسرحي مواكب للعصر وأحداثه، والدور يكون مؤثر ويضيف لرصيدي عند الجمهور، والحقيقة أنني اتمنى أن يتوفر ذلك حتى اعود للمسرح الذي أعشقه، لأن أهم شيء يشكل كيان الممثل هو المسرح، فالممثل الذي لم يقدم عروضًا مسرحية بالتأكيد هناك شيئًا ينقصه.