تصدر اليميني المتطرف ووزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير محركات البحث بعد انقلاب سيارته وإصابته في حادث سير بالداخل المحتل.
ووفق ما نقلت وكالة دويتشه فيله الألمانية، فأثناء مغادرته لموقع “هجوم إرهابي” مفترض بالرملة، أصيب وزير الأمن الإسرائيلي المتشدد بن غفير نتيجة حادث سير، بعد أن قطعت سيارته إشارة الطريق الحمراء لتصطدم بها سيارة.
ولكن، ماذا نعرف عن وزير الأمن الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير؟
إيتمار بن غفير هو محام وناشط سياسي إسرائيلي، يعرف بانتمائه لليمين المتطرف، وكرئيس فصيل العظمة اليهودية “عوتسما يهودت”، وأحد أعضاء الكنيست الإسرائيلي، ووزير الأمن القومي الإسرائيلي منذ 29 ديسمبر 2022، وأيضا بمشاركته المتكررة في محاولات اقتحام المسجد الأقصى، وفق ما ذكر تقرير أرشيفي في موسوعة “الجزيرة” القطرية.
وينتمي بن غفير لليمين المتطرف، الذي يرى أن إسرائيل دولة يهودية قومية وصهيونية، ويناهض تأسيس دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
ووفق ما نقلت شبكة “بي بي سي”، فقد ولد إيتمار بن غفير في الخامس من مايو 1976، في أحد أحياء مدينة القدس المحتلة، لأبوين من يهود العراق، وعرف بعنصريته تجاه العرب وانتمائه لحركات معادية لوجودهم في فلسطين منذ مراهقته، فقد انضم في عمرالـ16 عاما لحركة الشباب التابعة لـ”مولديت”، ثم لحركة “كاخ” المؤسسة عام 1972 بزعامة الحاخام المتطرف مائير كاهانا.
وبعد إتمامه الثانوية، انضم بن غفير لمدرسة “الفكر اليهودية”، وانخرط بعد ذلك في جيش الاحتلال الذي أعفي من الخدمة الإلزامية فيه بعد عامين من انضمامه بسبب مواقفه اليمينية المتشددة، ليدخل السياسة في عام 1995، وهو بعمر الـ19 عاما، عقب توقيع “اتفاقية أوسلو” بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني في سبتمبر 1993.
-رفض انضمامه لنقابة المحامين
وبعدها، درس بن غفير القانون وتخرج من كلية أونو الأكاديمية للحقوق عام 2008، ثم عمل مساعدا برلمانيا للإسرائيلي مايكل بن آري عضو حزب الاتحاد الوطني اليميني، وحاول الانضمام إلى نقابة المحامين، لكن طلبه رُفض بسبب سجله الجنائي ولتورطه في مظاهرات وأنشطة لليمين المتطرف.
وردًا على رفض نقابة المحامين انضمامه إليها، قاد بن غفير احتجاجا على قرارها حتى سمح له بالانضمام عام 2012، واجتاز اختبار النقابة بعد محاولات.
-انضم لحركة كاخ اليهودية الإرهابية
في تقرير سابق لها، ذكرت شبكة “بي بي سي” البريطانية، أن بن غفير بدأ في سن مبكر نشاطه في حركة “كاخ” اليهودية المتطرفة التي أسسها الحاخام مائير كاهانا، حيث كان بن غفير أحد مساعدي القيادي في الحركة نوعم فريدمان في مستوطنة “كريات أربع” المقامة وسط الخليل.
وبعد التوقيع على اتفاقية أوسلو، ظهر بن غفير يلوح للكاميرا بشعار سيارة الكاديلاك الخاصة برئيس الوزراء حينها اسحق رابين، وقال: “بمقدورنا الوصول إليه”، وبعد أقل من شهر في 4 نوفمبر1995، تعرض اسحق رابين لإطلاق نار خلال مهرجان خطابي، ثم فارق الحياة متأثراً بإصابته.
وبعدها أصبحت حركة كاخ اليمينية المتطرفة هي التنظيم السياسي الإسرائيلي الوحيد الذي تم تصنيفه في قائمة المنظمات الإرهابية في إسرائيل والولايات المتحدة وتم حظرها.
وكانت عنصرية الحركة وتطرفها لا يحتملان حتى من قبل حزب الليكود، حيث كان نواب الحزب يخرجون من الكنيست عندما كان يتحدث كاهانا، الذي اغتاله مصري عام 1990، في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة.
-بن غفير يواصل التطرف والعنصرية
وذكرت شبكة “بي بي سي”، أنه وبعد حظر حركة “كاخ”، واصل بن غفير أنشطته المتطرفة والعنصرية ضد الفلسطينيين، وقد وجهت له تهم بالقيام بأعمال عنف ضد الفلسطينيين والتحريض ضدهم 8 مرات، ومن بينها تهم إثارة الكراهية العنصرية ودعم منظمات إرهابية.
-أفكار متشددة وأيديولوجية متطرفة
ووفق تقرير أرشيفي سابق لفضائية الجزيرة، فقد استسقى بن غفير أفكاره المتشددة من مدرسة الحاخام مائير كاهانا، مؤسس حركة “كاخ” الذي فاز بمقعد في الكنيست الإسرائيلي عام 1984، قبل أن تصنف حركته “إرهابية وفاشية”، وعرفت مدرسة كاهانا باسم “الكهانية”، ومنهجها الجمع بين المغالاة القومية والتدين السياسي والممارسات العنيفة.
ووفقا للكهانية، يؤمن بن غفير بفكرة أن العرب في فلسطين أعداء يجب إخراجهم بالعنف ولا يقبل التعايش معهم، وعلى يهود العالم جميعا أن يهاجروا إلى فلسطين.
واشتهر بوضعه على جدار منزله صورة لمنفذ مجزرة المسجد الإبراهيمي -التي راح ضحيتها 29 مصليا في 25 فبراير 1994- باروخ غولدشتاين، ووصفه بـ”البطل”، وعلى إثر هذه المجزرة حظرت إسرائيل حركة “كاخ” واعتبرتها حركة إرهابية.
-مسيرة سياسية.. وتصريحات تحريضية
ترشح بن غفير في انتخابات الكنيست الـ21، على رأس قائمة “العظمة اليهودية” ولكنه لم يفز، ورُفض ترشحه في الدورة الانتخابية الـ23، لكنه استطاع الفوز في انتخابات الكنيست الـ24، بعد دعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وفور انتخابه، في مارس 2021، عضوا في الكنيست، صرح بأحد أكثر تصريحاته العدوانية حينما قال: “يجب إزالة أعداء إسرائيل من أرضنا”، في إشارة إلى الفلسطينيين عامة.
وفي الدورة الـ25 في أكتوبر 2022، رشح بن غفير نفسه لتولي حقيبة وزارية لم يحددها، إلا أن شريكه بتسلئيل سموتريتش قال، إنه “يريد حقيبة الدفاع أو الأمن الداخلي”، وقد لقي بن غفير دعما من نتنياهو، حيث عينه نتنياهو وزيرا للأمن القومي في ديسمبر 2022، وحصل على مقعد في حكومة نتنياهو الأمنية، وتولى مسئولية الشرطة المحلية وشرطة الحدود الإسرائيلية العسكرية.
ووصفت صحيفة هآرتس العبرية فوزه مع حزبه في انتخابات الكنيست لعام 2022 بأنه “اليوم الأسود في تاريخ إسرائيل”.