قال الدكتور محمد العريان، الخبير الاقتصادي الدولي ورئيس كلية كوينز بجامعة كامبريدج، إن «مصر فوتت في تاريخها العديد من الخطوات المهمة التي تساعد اقتصادها على اللحاق بغيره من الاقتصادات التي حققت نموًا في المنطقة»، مرجعًا الأمر إلى «عدم القدرة على الإصلاح بطريقة سريعة».
وأضاف خلال تصريحات لفضائية «CNN عربية»، اليوم الاثنين، أن مصر شهدت فترة نمو سريع في الألفينيات، أدت إلى إطلاق لقب «نمر النيل» عليها، كدليل على الاقتصادات الآسيوية التي نمت بشكل سريع جدًا بنسب 5 و6 و10 بالمائة لعشر سنوات وأكثر.
ولفت إلى أن «النسب التي حققتها الدول الآسيوية غيّرت الاقتصادات بشكل كامل»، مضيفًا: «كما رأينا ذلك يحدث في الصين وكوريا وسنغافورة وتايوان وغيرها من الدول الكثيرة، لكن لسوء الحظ، لم يتم الحفاظ على تلك الجهود في مصر».
واستطرد: «الأمل هو أن تستطيع الحفاظ على الإصلاحات لأن بإمكانك إطلاق العنان لأشياء مذهلة، أصادف في كثير من الأحيان قصصًا ملهمة داخل مصر عن الشركات الناشئة وعن مصريين خارج البلاد يقومون بأشياء مذهلة في تحدي البيئات.
إذا استمررنا في إطلاق العنان للشباب فإن مستقبل مصر واعد جدًا». وفيما يتعلق باتفاقية «رأس الحكمة» بين مصر والإمارات، رأى الخبير الاقتصادي الدولي أن الصفقة دفاعية – هجومية، إذ أنها لعبت دورًا مهمًا في الدفاع، وعززت احتياطات مصر في وقت مهم جدًا ما سمح لمصر بتغيير نظام سعر صرف العملات.
وأشار إلى أن الصفقة أدت إلى انخفاض سعر صرف الجنيه المصري في السوق السوداء من 70 إلى 50 جنيهًا مقابل الدولار، وساهمت في توحيده بالبنوك، كما قللت المخاوف بشأن الدين المصري والصلاحية المالية المصرية.
هذا جانب الدفاع. أما على جانب الهجوم، اعتبر «العريان» أن «الصفقة استثمار كبير في مستقبل مصر، وستشكّل تأثيرًا كبيرًا على التوظيف والبناء، وستساعد أيضًا في النمو الاقتصادي».