عقدت اليوم أولى ندوات شخصية معرض أبوظبي للكتاب في دورته الـ 33، تحت عنوان “نجيب محفوظ مرآة للتاريخ والمجتمع” حيث يحل أديب نوبل على المعرض كشخصية هذه الدورة، بمشاركة الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الأسكندرية، والكاتب الروائي محسن الموسوي، والمفكر المغربي سعيد بنسعيد العلوي، وقد أدارت الجلسة الروائية ريم بسيوني.
وقال أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية وأستاذ علم الاجتماع، إن نجيب محفوظ أديب عالمي بكل المقاييس، تأثيره وصل إلى العالم كله وبالتالي الوطن العربي أيضا وأنه لو أردنا أن نعرف تأثير محفوظ على الأجيال العربية، لابد أن نبحث في تصوراته عن المجتمع، وهنا لانستطيع أن نتحدث عن أنه قد انعكس المجتمع على نصوصه كما هي، وإنما كتب أدبا به خيال ورؤية وانعكاسات ذاتية وفلسفة خاصة.
أفاد زايد بأن أديب نوبل العالمي نجح في تصوير حياة أفراد المجتمع المصري، وكان تصوره عن الحارة نموذجا على كل ما فيه من صراع وحب وكراهية وظلم وعدل،كما تناول العلاقة بين الرجل والمرأة بشكل فريد من نوعه، وامتلك نجيب محفوظ أيضا مشروع حداثي حول الأطر السياسية والاجتماعية التي تناولها في أعماله.
وواصل: إذا تأملنا طبيعة الطبقة الوسطى في المجتمع فعلينا أن نعود إلى كتابات نجيب محفوظ، وننظر كيف قام برصد نشأة تلك الطبقة، والثلاثية بتطوراتها تفسر كيف نشأت تلك الطبقة بشخصياتها وتفاعلاتها ومآلاتها.
فيما قال محمد عفيفي إن نجيب محفوظ تعرض للظلم لأسباب كثيرة وظروف عديدة، لذا فيجب توجيه الشكر إلى معرض أبو ظبي الذي اختاره كشخصية محورية، وأديب نوبل العالمي قد درس الفلسفة واهتم بهذا الجانب، والجانب التنويري لديه كبير جدا، ولكي تفهم نجيب محفوظ عليك أن تفهم الجيل الذي نشأ في الفترة شبه الليبرالية عقب ثورة 1919، لذا فإن التنوير لديه كان هاجس كبير، وقد أثر فيه أستاذه سلامة موسى أحد أهم منظري القومية المصرية.
وتطرق عفيفي إلى أن كبار النقاد العالميين كانوا يؤكدون على أنه لايمكن فهم المجتمع المصري وتفاعلاته ومايدور بداخله في فترة مابين الحربين العالميتين إلا حينما يقدم على قراءة أعمال نجيب محفوظ وتحديدا الثلاثية كمصدر تاريخي لمصر، وأهميتها تكمن في رصد تحول القاهرة الفاطمية القديمة إلى القاهرة الجديدة.
وواصل: الثلاثية تهتم بالتاريخ الفكري وتقدم لنا حوار حول نظرية التطور في المجتمع المصري، وحتى فيما يتعلق بالتاريخ السياسي وانقسام أسرة أحمد عبدالجواد وظهور الشيوعي بجانب الإخوان المسلمين، سنجد أهمية تلك التفاصيل والتي كانت ترصد ظواهر مجتمعية حقيقية.
فيما قال الكاتب الروائي محسن الموسوي، أكد أن نجيب محفوظ كان يتعرض لتغيرات وتحولات بداخله كما يتحول أشخاص رواياته، لهذا السبب جاءت رواياته في مراحل مختلفة لها سمات مميزة، لافتا إلى أنه من السابق لأوانه أن نقول أن نجيب محفوظ أثر بشكل مباشر في الأدب العالمي أو كان له أثر في مقومات الرواية العالمية.
وأضاف موسوي: حقق نجيب محفوظ أثرا آخر وهو أنه لفت النظر إلى أن هناك أدب في المنطقة العربية، ورغم أنه كان هناك طه حسين وتوفيق الحكيم وما امتلكوه من لغات إلا أنهم لم يحصلا على جائزة نوبل، وقبله لم نألف مثل هذا الحدث الكبير.