أثارت شركة النفط والغاز الفرنسية العملاقة توتال إنيرجيز ضجيجا متزايدا بشأن نقل تداول أسهمها من بورصة باريس للأوراق المالية إلى بورصة نيويورك مما يضيف المزيد الأحاديث عن الشركات الأوروبية العملاقة التي قد يجذبها حماس المستثمرين الأمريكيين للاستثمار في شركات النفط والغاز إلى إدراج أسهمها في بورصة نيويورك.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن باتريك بوفان الرئيس التنفيذي لشركة توتال قوله خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الفرنسي عن أهداف مكافحة التغير المناخي إن الشركة تدرس الانتقال إلى بورصة نيويورك “بسبب ضغوط سياسات الحوكمة البيئية والاجتماعي في أوروبا على نشاطها جزئيا، نحن نفقد المساهمين الأوروبيين” في حين يشتري المسثمرون الأمريكيون الأسهم.
في الأسبوع الماضي قال بوفان للمحللين إن اشركة ستدرس بجدية هذه الخطوة ثم تقدم نتيجة الدراسة إلى مجلس الإدارة في سبتمبر المقبل، مؤكدا الفكرة التي كان قد كشف عنها لأول مرة في مقابلة مع قسم الرأي في وكالة بلومبرج في وقت سابق من الشهر الحالي.
ومن المؤكد أن تثير تصريحات رئيس توتال القلق في مختلف البورصات الأوروبية، حيث تزايدت التكهنات حاليا بشأن استمرار سهم شركة النفط الأنجلو بريطانية العملاقة شل في بورصة لندن، في حين أن بوادر مقاومة المستثمرين في أوروبا لفصل قطاع الفحم في شركة تجارة المعادن والمواد الخام متعددة الجنسية جلينكور خلال الأسبوع الحالي يمكن أن تعيد الحديث عن إدراج سهم الشركة في بورصة نيويورك.
ويقول إريك مير رئيس شركة آر.,بي.سي كابيتال ماركتس في فرنسا إن حديث أوروبا المثالي عن قواعد الحوكمة البيئية والاجتماعية والتجارة الحرة أو الأجور يبدو ساذجا في مواجهة شركائها التجاريين الآخرين الذين يضعون مصالحهم الاقتصادية فوق كل اعتبار، وبحسب مذكرة اقتصادية أعدها المحللون في مجموعة دويتشه بنك المصرفية الألمانية في مارس الماضي، يرفض ثلث صناديق الاستثمار الأوروبية الاستثمار في مشروعات الوقود الأحفوري، مقابل عدد لا يكاد يذكر من الصناديق الأمريكية الذي يتبنى نفس الموقف.
ويظهر آثر التباين في مقاييس الحوكمة البيئية والاجتماعية على أداء أسهم الشركات الأوروبية والأمريكية، حيث يتم تسعير سهم توتال إنيرجيز بثمانية أمثال معامل الربحية المتوقع خلال عام من الآن، في حين يتم تسعير سهم منافستها الأمريكية إكسون موبيل كورب بمقدار 12 مثل معامل ربحية الشركة خلال الفترة نفسها.
في الوقت نفسه لم تعد معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية السبب الوحيد الذي يدفع الشركات الأوروبية الكبرى إلى التفكير في إدراج أسهمها في البورصة الأمريكية وإنما الفارق الكبير بين القيمة السوقية لبورصة نيويورك للأوراق المالية وتدفقات الأموال إليها مقارنة بالبورصات الأوروبية المناظرة بحسب إريك مير.