• شريف اللبان: الإعلام مطالب بالتحذير من السيناريوهات السلبية المحتملة للتغير المناخي
• محمد المرسي: ضرورة إحياء دور الإعلام البيئي والتنموي
قال الدكتور شريف درويش اللبان، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن التغيرات المناخية تشكل تهديدًا خطيرًا، وتؤدي إلى تدهور المنظومة البيئية، والتي سوف تقود إلى سيناريوهات سيئة تجاه البيئة، إذا لم يتم السيطرة عليها، مشيرًا إلى تحذير كل الفعاليات والمؤتمرات الإقليمية والدولية الخاصة بالمناخ إلى أن مدينة الإسكندرية تُعد من المدن الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية.
وأضاف اللبان أن كل المتغيرات المحيطة بالمجال البيئي تجعل كلية الإعلام تولى اهتمامًا كبيرًا بقضية التغيرات المناخية؛ لمواكبة جميع التطورات التي تحدث بالعالم، ومواجهة المشكلات والتحديات الناجمة عن التغيرات المناخية، مشددًا على أهمية التعاون المشترك بين الجهات الرسمية والأكاديمية والمجتمع المدني للتصدي لتلك التحديات وحماية البيئة.
جاء ذلك في إطار رئاسته لجلسة بحثية بعنوان توظيف تقنيات الإعلام والاتصال في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، التي انعقدت ضمن فعاليات اليوم الأول لمؤتمر كلية الإعلام جامعة القاهرة العلمي الدولي التاسع والعشرين تحت عنوان “الإعلام والتحول نحو الاقتصاد الأخضر في ضوء التغيرات البيئية والمناخية”، والذي يناقش عددًا من القضايا المرتبطة بالبيئة والمناخ، ودور وسائل الإعلام في التوعية والتسويق للتحول نحو الاقتصاد الأخضر في ضوء خطط التنمية المستدامة، وذلك من خلال العديد من الدراسات العلمية والحلقات النقاشية التي تبحث في توعية الجمهور بالتغيرات المناخية ومخاطرها والتحول إلى الاقتصاد الأخضر وإشكاليات القائمين بالاتصال.
وتضمنت الجلسة عددًا من البحوث تناولت موضوعات متعددة، كتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي المرئي في معالجة شئون التغييرات المناخية بالصحف الدولية: دراسة تطبيقية على تقنية المحاكاة ثنائية وثلاثية الأبعاد للباحثة هبة محمود، مدرس الصحافة بكلية الإعلام جامعة المنوفية، وبحث حول أثر نوع الصورة (جرافيكية/ فوتوغرافية) على إدراك الأطفال لأهمية المحافظة على البيئة: دراسة تجريبية لفريق بحثي برئاسة الباحثة شيماء حسن ، مدرس الإعلام بجامعة السويس.
وناقش البحث الثالث استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحقيق الاستدامة البيئية: دراسة حالة، للباحثة سالمة أحمد، مدرس العلاقات العامة بكلية الاعلام جامعة سيناء، فضلًا عن موضوع حول تعرض الجمهور للأشكال المعلوماتية والجرافيك المتعلقة بمعالجة قضايا الطاقة المتجددة على شبكات التواصل الاجتماعي ودورها في تشكيل الوعي البيئي، للباحث أحمد محمد، باحث دكتوراه في قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
وأشارت نتائج دراسة الفريق بحثي برئاسة الباحثة شيماء حسن إلى تحقيق الصور الجرافيكية والفوتوغرافية نفس الأثر تقريبًا لدى أفراد العينة، وأن معدل إدراك الصورة بغض النظر عن طبيعتها كان له تأثير إيجابي على معدل إدراك أهمية المحافظة على البيئة والسلوك البيئي المتوقع من الأطفال.
وخلصت نتائج دراسة الباحث أحمد محمد إلى انقسام معالجة الأشكال المعلوماتية والجرافيك لقضايا الطاقة المتجددة من وجهة نظر الجمهور إلى معالجتين، تتمثل المعالجة الإيجابية في تعزيز تقتهم بمسئولية الحكومة تجاه قضايا الطاقة المتجددة والوعي البيئي، وطرح حلول واقعية لقضايا الطاقة المتجددة، والتوعية بالحقوق والمسئوليات، والاهتمام بقضايا الطاقة المتجددة مقارنة بالقضايا الأخرى.
وتوصلت الدراسة التي أعدتها الباحثة سالمة أحمد، إلى تعدد مجالات تفعيل تقنيات الذكاء الاصطناعي في الاستدامة البيئية بقطاعات مختلفة كالقطاع التكنولوجي، والقطاع المعماري، والقطاعات المتعلقة بالصناعة والتجارة الإليكترونية، مشيرة إلى مزايا تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحقيق الاستدامة البيئية بمصر، والتي تتمثل في توفير الطاقة، وسرعة إنجاز التصميم للمباني، وتوظيف التقنيات الذكية في اتخاذ القرارات الخاصة بالاستدامة، لافتة إلى وجود معوقات تحد من تفعيل التقنيات الذكية في الاستدامة البيئية منها عدم تهيئة البنية التحتية لمثل هذه المباني المستدامة، وقلة الكفاءات البشرية المتخصصة.
وعقب الدكتور محمد المرسي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي تشهد أهمية كبيرة في الإعلام البيئي؛ كونه يساعد الأفراد على فهم الرسائل الإعلامية بوضوح، ويساهم في اتخاذ القرارات الصائبة.
وأكد أنه بالرغم من أهمية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق التنمية المستدامة، إلا أنه نشهد تراجعًا غير عادي في مجال الإعلام البيئي، حيث تسيطر السطحية والتركيز على “التريند” في المعالجة بدلًا من التطرق إلى القضايا البيئية بشكل عميق وشامل، مشددًا على ضرورة اهتمام وسائل الاعلام بالدور التنموي.
وذكر أستاذ الإعلام أن التغيرات المناخية من القضايا الهامة التي تثير اهتمام الأفراد وتؤثر في حياتهم، وبالتالي يجب أن تعكس وسائل الإعلام هذه الأهمية والواقع المتغير، منبهًا على ضرورة استفادة وسائل الإعلام من التطور التكنولوجي؛ لتقديم محتوى بيئي متميز، يلبي احتياجات واهتمامات الأفراد.
وفي ختام الجلسة، أثنى على البحوث المقدمة من الباحثين، واتسامها بالجدية والتحكيم الجيد والتنوع والثراء، فضلًا عن التطبيق التجريبي على أرض الواقع، وكذلك على فئات عمرية كالأطفال.