قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن القنابل الأمريكية الصنع من طراز مارك 84 التي تزن 2000 رطل كانت مسئولة عن بعض من أسوأ الهجمات على المدنيين الفلسطينيين منذ بدء الحرب على غزة.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد هدد بوقف بعض شحنات الأسلحة إلى دولة الاحتلال إذا غزت مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وقال بايدن في تصريحات لشبكة سي إن إن هذا الأسبوع “لقد قُتل مدنيون في غزة نتيجة لتلك القنابل”.
وبحسب نيويورك تايمز، كان بايدن يشير إلى أسلحة جوية أمريكية الصنع يبلغ وزنها 2000 رطل، وهي الأكبر في سلسلة قنابل البنتاجون مارك 80.
وأخر بايدن بالفعل، شحنة إلى إسرائيل مكونة من 3500 قنبلة من سلسلة مارك 80، والتي كان يخشى من إمكانية استخدامها في هجوم كبير على رفح، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني.
ووفقاً لمكتب الجيش الأمريكي الذي يدير الذخيرة لصالح البنتاجون، فإن الأهداف المثالية لأسلحة بهذا الحجم هي “المباني وساحات السكك الحديدية وخطوط الاتصالات”.
وبحسب نيويورك تايمز، احتكرت الولايات المتحدة لبعض الوقت، هذه القنابل، ولكن الآن يتم تصنيع وبيع مارك 80 في عدد من البلدان، بما في ذلك أستراليا، والبرازيل، وكندا، وفرنسا، والهند، وإيطاليا، وباكستان، وإسبانيا، وسويسرا، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة.
وتصنع إسرائيل نسخها الخاصة من القنابل، لكن بيانات التصدير تشير إلى أن البلاد تشتري معظم قنابلها من الولايات المتحدة من خلال منحة سنوية بقيمة 3.5 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين.
• كيف تطورت القنابل؟
تطوّرت القنابل على مر الزمن بشكل كبير، في خمسينيات القرن العشرين، كانت القنابل الأساسية تصنَّف تحت “مارك 80”.
خلال حرب فيتنام، كانت معظم هذه القنابل غير موجهة وغالبًا ما كانت تسقط بشكل غير دقيق، مما يجعل الهدف بعيدًا.
في تلك الحقبة، ظهرت تقنيات جديدة لتحسين الدقة، مثل إضافة أجزاء إلى القنابل واستخدام أشعة الليزر لتوجيهها، وفي التسعينيات، ظهرت تقنية “DAM”، التي استخدمت إشارات الراديو من نظام GPS لتوجيه القنابل، مما زاد من دقتها بشكل كبير.
وفي السنوات الأخيرة، استخدمت إسرائيل قنابل تزن 2000 رطل بشكل متزايد، بما في ذلك القنابل الموجهة عبر الأقمار الصناعية التي تستخدمها بشكل شائع في الغارات على غزة.
تستخدم إسرائيل أيضًا قنابل تسمى BLU-109 التي تستخدم لاختراق الأرض وتدمير الأهداف المدفونة، مثل الأنفاق التي يستخدمها المقاومة الفلسطينية.
• هل هناك قنابل أكبر؟
تصنع الولايات المتحدة عدداً قليلاً جداً من القنابل التقليدية التي يزيد وزنها عن 2000 رطل، وقد حصلت إسرائيل على واحدة منها، وهي قنبلة ذات غلاف أكثر سماكة تزن 5000 رطل مصممة لمهاجمة أهداف أعمق تحت الأرض.
واشترت إسرائيل 50 قنبلة من هذا القبيل من الولايات المتحدة في عام 2015، وتحمل كل منها ما يعادل 625 رطلاً فقط من مادة تي إن تي، أما السلاحان الآخران فلم يتم بيعهما أو تقديمهما إلى الحلفاء.
إحداهما عبارة عن قنبلة تزن 21000 رطل تسمى Massive Ordnance Air Blast، أو MOAB، والتي تنفجر فوق الأرض مباشرةً بقوة 18700 رطل من مادة TNT ولا يمكن إسقاطها إلا من طائرات الشحن.
وتم استخدامها مرة واحدة في أفغانستان في عام 2017، وهو الاستخدام الوحيد المعترف به علنًا لهذا السلاح في القتال.