عندما تسمع كلمة الزمار، يتبادر إلى الأذهان مهنة رجل الفن الذي يعزف بالمزمار ويقدم الفن ويطرب الآذان، لكن قديما في واحات الوادي الجديد أطلق مسمى “الزمار” على الرجل الذي يصنع ماسورة استخراج المياه من باطن الآبار والعيون الجوفية من خشب شجر الدوم، تلك الماسورة المجوفة بحرفية والتي عرفت بمسمى زمارة البئر وأطلق على صانعها مسمى “الزمار”.
ومهنة الزمار في واحات الوادي الجديد كانت من أهم المهن لأنها ارتبطت باستخراج المياه من قلب البئر الجوفي إلى بداية البئر مما ساهم في استمرار الحياة في محيط البئر في الواحات الصحراوية.
وقال مصطفى معاذ الباحث في التراث ورئيس نادي الأدب المركزي بالوادي الجديد، أنه قديما كان يعرف من يقوم بصناعة زمارة بئر المياه الجوفي بمسمى “الزمار”، وزمارة البئر هي ماسورة مجوفة من خشب شجر الدوم ويعمل الزمار على تجويفها بحرفية شديدة حتى ينتهي من صناعة زمارة البئر بمقاسات محددة ويتم إلحاقها بحجر الحلق في أسفل البئر حتى بداية العين فوق سطح الأرض فيخرج المياه من خلالها، فيروى الإنسان والحيوان والطير والنبات في المنطقة.
وأضاف معاذ لـ”أخبار مصر”، أن الزمار كان مسمى معروفًا ومشهورًا بين الأهالي قديمًا حتى ظهور المعدات والوسائل الحديثة، ولم يستخدم الزمار سوى خشب الدوم في صناعة زمارة البئر لأنه الخشب الوحيد الذي كلما تشرب بالمياه ازدادت صلابته ولم يتآكل ويتهالك ويحافظ على تجميع المياه الجوفية وتدفقها على مر السنين، فالزمار كانت مهنة مهمة جدًا بين الأهالي لأنها أساس الحفاظ على المياه وخروجها، وتلك المهنة وفكرة صناعة زمارة البئر مستلهمة من الرومان لأن المهن القديمة تتوارث من جيل لآخر.
وأشار معاذ إلى أن الزمار صنع أيضًا مواسير من الخشب من خلال التجويف بحرفية وتشبيك الخشب من خلال ما يسمى بالكوالين تحافظ على المياه وتنقل من مكان لآخر بدلاً من تبخرها وتسريبها في المساقي الترابية القديمة.
وذكر أن الزمار مسمى ارتبط بحرفين في واحات الوادي الجديد في إطار مهني من أجل السهولة والحفظ واخراج المياه من قلب الآبار والعيون الجوفية، وعاش ورحل زمار الواحات يصنع زمارة البئر وتشبه في المسمى مع الزمار الذي يعزف بالمزمار.