– أستمد قوتي من صمود الشعب الفلسطيني
– المقاومة الفلسطينية مستمرة منذ 100 عام.. وطالما استمر الاحتلال استمرت المقاومة الفلسطينية
– الإفراج عن مروان البرغوثي مصلحة فلسطينية عليا
عقد مشروع “حلول للسياسات البديلة” في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أول أمس الاثنين، ندوة بعنوان “النكبة الفلسطينية.. معركة الصمود والبقاء”.
واستضافت الندوة المحامية البارزة والناشطة الحقوقية وزوجة الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي القيادي بحركة فتح، فدوى البرغوثي، وأدرات الحوار الدكتورة رباب المهدي، أستاذة العلوم السياسية المشاركة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومديرة مشروع حلول للسياسات البديلة.
وقالت فدوى البرغوثي، إن النكبة لا تزال مستمرة منذ أكثر من 100 عام، وحتى يومنا هذا نعيش من نكبة إلى نكبة؛ لكن رغم ذلك فالمشروع الصهيوني فشل في محو شعبنا الفلسطيني الصامد منذ عقود، وهناك 7 ملايين فلسطيني في الداخل، و14 مليونا حول العالم مازالوا صامدين في وجه الاحتلال، مؤكدة أن المقاومة الفلسطينية مستمرة منذ 100 عام، وطالما استمر الاحتلال استمرت المقاومة الفلسطينية.
وأشارت البرغوثي في حديثها إلى أنها ستتفادى -بأقصى ما تستطيع- التطرق للإحصاءات الخاصة بعدد الشهداء الفلسطينيين في الحرب الأخيرة على غزة، فهم ليسوا مجرد أرقام، فكل شهيد أو جريح منهم يمثل تراكم لذكريات ومواقف إنسانية قضى عليها عدوان الاحتلال.
وأوضحت البرغوثي أن الشعب الفلسطيني يتعرض لجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في بث مباشر لا يستطيع أحد إنكاره.
وذكرت البرغوثي أن غزة هي الساحة الأكبر والأكثر حضورا في للحرب الشاملة على الشعب الفلسطيني، لكن هناك ساحات خلفية للمعركة في الضفة الغربية، والقدس، وسجون الاحتلال الإسرائيلي، وكلها ساحات مفتوحة على كل أنواع الجرائم من القتل والقمع والانتهاكات والاستيطان.
-بلد المليون أسير
وسلّطت البرغوثي الضوء على قضية الأسرى في سجون الاحتلال، بوصفها رئيس الحملة الدولية للإفراج عن زوجها مروان البرغوثي، السياسي والقيادي البارز في حركة فتح والمعتقل منذ عام 2002، وجميع الأسرى الفلسطينيين.
ولفتت البرغوثي، إلى أن قضية الأسرى هي قضية سياسية من الدرجة الأولى لكنها لها بعد إنساني، فمعاناة الأسير لا تقف عنده وحده بل تتحملها كل عائلته من يوم اعتقاله إلى يوم الإفراج عنه.
وأكدت البرغوثي أن أكثر من 5000 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر بدون أي وجه حق، مشيرة إلى استشهاد 14 أسيراً في سجون الاحتلال خلال الأشهر السبعة الأخيرة بعد ضربهم حتى الموت.
وأكملت البرغوثي أن التاريخ الفلسطيني يشهد على وجود أكثر من مليون أسير اعتقلوا منذ 1967 وحتى اليوم، لذا تعد بلادنا هي بلد المليون أسير.
-مروان البرغوثي: أيقونة الصمود ومانديلا فلسطين
وتطرقت فدوى لتجربة زوجها، فقد أتم مروان البرغوثي 23 عامًا في سجون الاحتلال، مؤكدة أن آخر 7 أشهر هي الأصعب عليه منذ اعتقاله.
وذكرت أنه مر بتجربة الاعتقال وهو في الـ18 من عمره، وحينها تعرض للاعتداء من قبل جنود الاحتلال ما خلف ندبة بارزة على جبينه، وبعد ما يزيد عن 4 عقود، طالته اعتداءات جديدة بعد 7 أكتوبر أصاب الجهة المقابلة من جبهته، لتكون المسافة بين الندبتين رمزية لمسيرة نضاله التي لم تتوقف ولو يوم واحد، وأشارت إلى أن مروان البرغوثي ناقش رسالة الدكتوراه بإحدى الجامعات المصرية من داخل محبسه في سابقة عالمية ونال عنها درجة الامتياز.
وأوضحت البرغوثي سبب امتناع إسرائيل عن الإفراج عن مروان، كونه يحمل مشروعا سياسيا منفتحا وصيغة توافق مع رؤية المجتمعات الدولية، ما يقطع على الاحتلال مبرراته وحججه.
وأكدت البرغوثي أن العالم يقدر تجربة مروان النضالية ويتعامل مع زوجها بوصفه مانديلا فلسطين، فمع زيارتها لأكثر 50 دولة في العالم لاقت التضامن مع قضيته، ومنحت 15 مدينة أوروبية مواطنة شرف لزوجي، ونظمت مهرجانات واحتفالات على شرفه في مختلف المدن الفرنسية التي رفعت صورته وتضامنت مع قضية الأسرى، فضلا عن إطلاق اسمه على شوارع في مدن مختلفة حول العالم.
ومنذ اندلاع الحرب على غزة، أشارت تقارير إلى أن مروان البرغوثي سيكون على رأس قوائم أي صفقات تبادل أسرى محتملة بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي.
وقالت زوجة البرغوثي إن الإفراج عنه يمثل مصلحة فلسطينية عليا، كاشفة عن أن قادة حركة حماس ومسئولين كبارا أكدوا لها ضرورة الإفراج عنه.
ورداً على ما أثير أخيرا بشأن مساعي السلطة الفلسطينية لعرقلة إطلاق سراح مروان البرغوثي، قالت فدوى إن هناك فرقا بين أن السلطة الفلسطينية بشكل عام لا تريد إطلاق سراح مروان البرغوثي، أو أن شخصاً بعينه ضد ذلك، مضيفة أنه ربما يكون هناك شخص يرغب في منع إطلاق سراحه، لكن الأكيد أن مصلحة السلطة الفلسطينية بشكل عام في إطلاق سراح زوجها.
وشددت على أنه ليس فلسطينيا وليس وطنيا وليس إنسانا من يسعى لأن يبقى مروان البرغوثي داخل سجون الاحتلال، مؤكدة أن حركة فتح ستكون أكثر المستفيدين من الإفراج عنه؛ لأنه سيعيدها إلى مسارها الطبيعي ولصدارة المشهد مجدداً.