اختتمت كلية الإعلام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا موسمها الثقافي والإعلامي بإقامة ندوة هامة حول ترشيد الاستهلاك والشراهة الشرائية واستضافت الكلية اللواء عاطف يعقوب الرئيس الأسبق لجهاز حماية المستهلك ومحمود عبد الباسط خبير البحوث والدراسات التسويقية
وكشف اللواء عاطف يعقوب عن صدارة مصر عالميا للمخلفات العضوية المنزلية وأوضح أن هذا ناتج عن الاستهلاك العشوائي لدى فئات كثيرة من المجتمع المصري، مطالبا الإعلام بلعب دور كبير في التوعية المجتمعية بأهمية ترشيد وتنظيم الاستهلاك خاصة وأن الفاقد والمهدر من المواد الغذائية وغيرها من السلع الاستهلاكية يشكل عبئا كييرا على كل من الأسرة المصرية والدولة وأن عملية التخلص من تلك المخلفات العضوية المسببة للأمراض تحتاج إلى صرف مئات الملايين من الجنيهات لإعادة تدويرها أو التخلص منها.
وأوضح يعقوب أن الإنسان الأوروبي لايقدم إلا على شراء ثمرة واحدة يحتاجها في وجبته الغذائية بينما يجد المصري حرجا في شراء أقل من اثنين أو ثلاثة كيلوجرام من الفاكهة أو اللحوم أو غيرها.
وأوضح خبير التسويق محمود عبد الباسط بأننا في حاجة لإجراء بحوث اجتماعية واقتصادية لدراسة أسباب إصابة المصريين بالشراهة الشرائية موضحا تعدد تلك الأسباب مابين ماهو اجتماعي أو ثقافي أو اقتصادي، خاصة وأن التفاخر يلعب دورا كبيرا في عملية الشراء والتي يتحول معظمها إلى مخلفات لأنها تزيد عن الحاجة الحقيقية للأسرة المصرية. وشدد محمود عبد الباسط على أهمية القيام بادوار متوازية مابين الدولة بأجهزتها المختلفة والجامعات ووسائل الإعلام التقليدية والحديثة لتشجيع المصريين على تغيير أنماط سلوكهم الاستهلاكي وتغيير مفهوم التخزين لأنه سبب رئيسي في ندرة السلع بين فئات كثيرة، في الوقت الذي تخزن بكثافة عند فئات أخرى.
وأوضح عبد الباسط أن المسوقين يلعبون دورا سلبيا في هذه الظاهرة حيث يعمدون الترويج إلى ثقافة الشراهة الشرائية عبر تقديم عروض مجانية تكون دائما فوق حاجة الفرد أو الأسرة.
وتحدث في الندوة الدكتور محمود فوزي رشاد استاذ العلاقات العامة والإعلان بالكلية الذي أشار إلى انتشار ظاهرة ال FOMO عند المصريين وهذه الظاهرة التي تناولتها بحوث علمية كثيرة في الفترة الأخيرة توضح أن هناك حالة خوف تهيمن على الأسرة المصرية عندما تشعر أن سلعة ما يمكن أن تختفي من الأسواق وهو مايفسر ظاهرة الطوابير التي نراها بشكل يومي للحصول على السكر تارة أو الأرز تارة أخرى بالرغم من توفر هذه السلع في الأسواق.
وكانت الدكتورة هويدا مصطفى عميد كلية الإعلام بالجامعة قد حرصت على اختيار مجموعة من الندوات التي تطرح أسئلة حول كيفية الارتقاء وعلاج السلوكيات المرفوضة داخل المجتمع وقالت هويدا مصطفى أن العبء الأكبر يقع على رجال الإعلام في الجامعة وفي وسائل الإعلام المختلفة لتبصير الجمهور بالأنماط السلوكية التي تتوافق مع المعايير الدولية لأنماط السلوك الاستهلاكي الرشيد.
وأدارت الدكتورة هويدا مصطفى حلقة نقاش موسعة بين المنصة والطلاب الذين تفاعلوا مع طرح تلك القضايا للمرة الأولى في كليتهم.
واشرف على تنظيم الندوة الدكتورة راللا منصور رئيس قسم العلاقات العامة والإعلان بالكلية وسط حضور طلابي واعضاء هيئة التدريس من مختلف كليات الجامعة.