تامر غنيم: عشت حيرة جميلة فى اختيار الأعمال.. وموسيقى الشريعى خرجت من طين مصر
على الحجار: قدمت معه 800 لحن وأفتقد فيه الصديق والفنان
كان من بين أحلام الموسيقار الكبير عمار الشريعى، رحمه الله، أن يقدم حفلًا كبيرًا لأعماله على خشبة المسرح الكبير بدارالأوبرا المصرية، وكاد هذا الحلم يتحقق عندما كان الدكتور سمير فرج على مقعد رئاسة الأوبرا، لكن الظروف الصحية وقتها للموسيقار الراحل، كانت أحد أسباب تأجيل الحفل أكثر من مرة الى ان رحل، ولم يتحقق الحلم.
منذ عدة أيام أعلن المايسترو تامر غنيم على صفحته الرسمية العد التنازلى لحفل ضخم لأعمال الموسيقار الراحل، والذى يقام، مساء الإثنين 20 مايو، ويضم اثنين من أكثر وأكبر الأسماء التى تعامل معها عمار الشريعى، هما على الحجار ومحمد الحلو، إلى جانب مجموعة من الاسماء الشابة من أبناء دار الأوبرا المصرية، وفى قراءة سريعة للبرنامج تجد المايسترو تامر غنيم اختار برنامجًا منوعًا، يمثل المراحل التاريخية المختلفة التى عاشها عمار، وهو ما يعكس قراءة المايسترو تامر غنيم لموسيقى عمار الشريعى بشكل جيد.
ويعد هذا الحفل هو الأول لتامر غنيم كقائد للأوركسترا داخل دار الأوبرا، تحدثت معه عن اختيار موسيقى عمار الشريعى لتكون محور أولى حفلاته قال: السر فى هذا الاختيار هو الموسيقار عمر خيرت، لأنه أعتذر عن حفلى شهر مايو، وبالتالى كان على أن أختار قامة موسيقية كبيرة، ولها قاعدة جماهيرية كبيرة لتكون نجم تلك الليلة، ولم أجد أفضل من عمار الشريعى، لأنه صاحب أعمال كثيرة ما زالت تعيش فى قلوبنا جميعًا، واخترت اسمين كبيرين للمشاركة فى العمل، هما محمد الحلو وعلى الحجار، وهما أكثر الأسماء عملًا معه، رغم أنه تعاون مع أسماء كثيرة أخرى، لكن الحلو والحجار يحتفظان بالنصيب الأكبر فى التعامل معه. وسوف يكون الأوركسترا بالكامل من خارج الأوبرا.
وأشار تامر: «أصعب ما واجهته هو اختيار البرنامج، لأن عمار ترك بحرًا كبيرًا من الأعمال، كلها تتمتع بإبداع حقيقى، وصعب أن تجد عند عمار عملًا دون المستوى، لذلك عشت أثناء الإعداد للحفل حيرة شديدة، لكنها الحيرة الجميلة، لأنك تفاضل بين عمل جميل وآخر رائع، لكننى حاولت قدر الإمكان اختيار أعمال مختلفة ومتنوعة أتمنى أن تجد قبولًا لدى الناس. وحول إعادة توزيع الأغانى والمقطوعات الموسيقية مرة أخرى، قال: «صعب جدًا، أن تعيد أعمال الشريعى، إعادة توزيع لمين لعمار «أكيد ليس عمار التى تعيد توزيع أعماله».
وأضاف موسيقيًا أتمنى أن نعود للخلف، للماضى، وليس السير إلى الأمام «المستقبل»، لأن ماضينا يزخر بإبداع صعب تعويضه، ما أتمناه أن أقدم موسيقى عمار، كما تركها بقيمتها، لا يوجد أفضل مما تركه عمار، ولا يوجد أفضل من أن تقدم موسيقى هؤلاء العمالقة كما هى.
الموسيقار تامر غنيم
وعن كيفية الحصول على النوت الموسيقية الخاصة بتلك الأعمال المقدمة؟ قال: الحمد لله كتبت الأعمال كلها بنفسى، وكنت مستمتعًا جدًا بذلك، لأن أعمال عمار الشريعى بها تفاصيل كثيرة، وإيقاعات مختلفة، وهارمونى كثير جدًا، ربنا سبحانه وتعالى أعطاه موهبة كبيرة جدًا، وهو استغلها أفضل استغلال، كان، رحمة الله عليه، يتمتع أيضًا بتدفق موسيقى لا يتكرر كثيرًا.
وقال تامر: «إن أهم ما يميز موسيقى عمار الشريعى باختصار وبساطة، الطينة المصرية، الجملة الموسيقية التى كانت تخرج منه هى مصر، مع كل الاحترام لكل من عاصروه من موسيقيين، لكن موسيقاه تجد فيها مصر بنيلها وترابها وحقيقتها وكل شىء فيها تجدها فى موسيقى عمارالشريعى».
تحدثت معه عن حلم عمار فى إقامة مثل هذا الحفل خلال حياته؟ قال: «أثناء كتابة أعماله موسيقيًا، تمنيت أن يكون حاضرًا فى هذا الحفل، وكل ما أتمناه من الله أن يخرج الحفل، كما كان يتمناه عمار الشريعى».
وعن تكرار الحفل مرة أخرى قال: «أترك الإجابة لما بعد الحفل ومتابعة ردود الأفعال لدى الجمهور».
وحول رغبته فى إقامة حفلات قادمة لأسماء أخرى، قال: «مصر بها عدد كبير من المبدعين، وأترك فكرة تلك الأسماء أيضًا لمرحلة مقبلة». وعن المشاركة فى ليلة عمار الشريعى، قال المطرب الكبير على الحجار: «بالتأكيد سعيد، لأننى أشارك فى ليلة رفيق المشوار، خاصة أننى أكثر المطربين الذين غنوا من ألحانه، وتصل عدد الأعمال التى لحنها لى ما يقرب من 800 أغنية، بين تترات وأغانٍ داخلية فى المسلسلات، وبالتالى عمار بالنسبة لى هو عِشرة الفن والعمر، وبالفعل الساحة الموسيقية افتقدته كثيرًا».
وخلال الحفل سوف أقدم عددًا من الأعمال التى تمثل مراحل فنية مختلفة خلال سنوات تعاوننا، عمار بالنسبة لى صديق وفنان لذلك أفتقده كثيرًا فى الجانبين. برنامج الحفل يضم: «موسيقى دموع فى عيون وقحة وحبيبتى من ضفايرها أداء أميرة أحمد وبتسأل يا حبيبى أداء نهى حافظ، وأرابيسك أداء محمد حسن، صولو جرس الفسحة أداء نسمة عبدالعزيز على الماريمبا، وسيبولى قلبى وارحلوا أداء حنان عطية، أقوى من الزمن أداء أنغام مصطفى، ويختتم الفاصل الأول المطرب محمد الحلو بأعمال أديب وللثروة حسابات أخرى وعمار يا إسكندرية، ثم رحاب عمر تقدم عربية يا أرض فلسطين.
والفاصل الثانى يقدمه المطرب الكبير على الحجار، ويقدم خلاله أعمال ما تمنعوش الصادقين، ولو مش حتحلم وأبوزيد وأيام وحلو وآدم وليلى ويا ليلى وحدائق الشيطان، وإنتى طلعتيلى منين ومبسوطين، وهنا القاهرة».