في عام 1996 اختفى شاب جزائري يدعى بن عمران عميرة من مدينة الجلفة بالجزائر، كان يبلغ وقتها 16 سنة في نهاية تسعينيات القرن الماضي، حيث جرى البحث عليه مُطوَلاً قبل أن يُعلَنَ عن أنه مفقود.
وقتها اعتقد أنه تم اختطافه في فترة الحرب الأهلية أو ما يعرف باسم “العشرية السوداء”، إلا أن أخبارا في الصحافة الجزائرية أفادت بالعثور عليه في قبو جاره، الذي يبعد 200 متر فقط من منزل عائلته.
-استياء شديد بين الجزائريين
مؤخرا أظهر مقطع فيديو منتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة العثور على الشاب الجزائري المختفي.
وتداول نشطاء التواصل الاجتماعي في الجزائر فيدير يظهر الشاب المختفي محبوسا في حفرة تحت الأرض ومحاطا بالتبن، في حالة “مزرية” وينتابه الصدمة والاندهاش.
ولاقت القصة انتشارا واسعا في الجزائر، حيث وصف النشطاء القصة بـ”الغريبة والمؤسفة”.
وذكرت وسائل إعلام محلية نقلا عن أقارب عمران أنه اختفى بعد أن غادر قريته متوجهاً وسط مدينة الجلفة، فقاموا بالبحث عنه ونشروا صوره في التلفاز لكن دون جدوى.
-كيف عثروا عليه؟
عادت القصة للأذهان من جديد، بعد منشور على موقع فيسبوك لشخص قال إن “عمر” المولود في 1979 والمفقود منذ مايو 1998 محتجز لدى شخص على بعد 200 متر فقط من منزل عائلته في قرية القديد بولاية الجلفة، على بعد 300 كلم جنوب الجزائر العاصمة، ليبدأ البحث عنه.
بعدها توجهت عناصر الدرك الوطني إلى منزل المشتبه به وعثروا على شاب محبوس يبلغ من العمر 45 عاما، بحسب نيابة محكمة الجلفة.
-عمران: “كنت أراكم من وراء النافذة لكن شيء ما تحكم بي”
بعد العثور على عمران بدأ أقاربه وإخوته يحتضنونه ويبكون من شدة الفرح فيما بدا عليه التلعثم في النطق ثم سرعان ما فكت عقدته وبدأ يسلم على من يعرفهم من الجيل المعاصر له ويناديهم بأسمائهم.
وكانت المفاجأة عندما قال لهم: “كنت أراكم من وراء النافذة داخل المنزل لكنني لم أقدر على أن أفتح الباب وأخرج للخارج، وكأن قوة قاهرة بداخلي تمنعني وتمنع حتى مناداتكم”.
وتابع عمران، أنه كان يرى والده أيضا من وراء النافذة متجها إلى المسجد ويعرف الكثير من الأخبار بما فيها وفاة والدته، لكنه أشار إلى أنه كان مرصودا وكأنة آلة مسيرة يستخدمها الجاني.
-مزاعم متعلقة بالسحر
تداول النشطاء فيما بينهم أن عمران كان مجبوسا لاستغلاله في أعمال سحر.
لكن حسبما نقلته قناة العربية، شكك أحد الجيران في صحة المزاعم عبر منشور له على فيسبوك، مطالبها بالتريث وانتظار كلمة القضاء قائلا: إن الرويات المتداولة عن القصة فيها الكثير من الثغرات.
وتابع قائلا: “لا توجد أي آثار للجروح في اليد أو غيرها وهذا من أجل استعمالها في السحر أيضا، فهو سليم من الناحية الجسدية ولا توجد أي اعتداءات جسدية وهذا ظاهر على حالته”.
وأضاف، أن الشاب المخطوف عمران بن عمر جاء في السنوات الأخيرة فقط لبلدية القديد، مؤكدا أن هذا ما سيكشفه تحقيق الأجهزة الأمنية في الأيام القادمة ليصدم الجميع.
واختتم قائلا: “حتى الآن لا توجد أي دلائل على تهمة الاختطاف أو الاعتداء أو ممارسة السحر أو غيره، لذك أرجو من الجميع التوقف على نقل هذه الأقاويل والقصص التي قد تضر بالشخصين وأهليهم، وانتظار استكمال التحقيق ليتم فك لغز الاختفاء من طرف الجهات المختصة”.
-بيان النيابة العامة
كشف بيان النيابة العامة الجزائرية، عن أن الشخص المفقود منذ 26 عاما عثر عليه الدرك الوطني “محتجزا” داخل اسطبل تعود ملكيته لجاره الذي كان يعيش وحيدا.
وأمر قاضي التحقيق لدى مجلس قضاء الجلفة بإيداع 6 أشخاص رهن الحبس المؤقت، بينهم المتهم الرئيس، فيما تم إخضاع متهمين اثنين لإجراءات الرقابة القضائية.
وجاء في البيان أنه: “بالنسبة للمتهمين (ب.س)، (ب.ح)، (ب.م)، (ب. ج)، (ب.ث)، (ب.ح)، و(ي.ل) تمت متابعتهم بجرم عدم تبليغ السلطات المختصة الفعل المنصوص والمعاقب عليه بموجب نفس القوانين”.
وأضاف البيان: “بعد استجواب المتهمين من طرف قاضي التحقيق أصدر أمراً بإيداع المتهمين (ب.ع)، (ب.س)، (ب.ح)، (ب.م)، (ب. ج)، (ب.ث)، رهن الحبس المؤقت في حين أصدر أمراً بإخضاع المتهمة: (ب.ح) والمتهم: (ي.ل) لإجراءات الرقابة القضائية”.
ووعدت النيابة العامة في الجلفة بحصول الشاب الجزائري على الدعم النفسي وتحقيق العدالة في هذه القضية.