اختص شريف أحمد عبد الحليم نجل الفنانة عايدة عبد العزيز، إدارة مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة بعدد من الصور النادرة لوالدته على خشبة المسرح خلال مشاركتها في عدد من أهم العروض المسرحية في تاريخ المسرح المصري، وتركت بصمة ميزتها عن غيرها من الممثلات.
وتضمنت الصور لقطات من مسرحياتها الشهيرة مثل “لعبة السلطان” أمام الفنان نور الشريف، و”عودة الغائب” مع محمود ياسين، و”الست هدى” للمخرج سمير العصفوري، وغيرها.
يأتي ذلك في إطار احتفاء مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة في دورته الثانية بالفنانة عايدة عبد العزيز التي تحمل هذه الدورة اسمها، وعقد المهرجان ندوة لتكريمها مؤخرا شارك فيها نجلها والناقد والمؤرخ د. عمرو دوارة.
وقال شريف نجل المخرج المسرحي أحمد عبد الحليم والفنانة عايدة عبد العزيز، إنه تربى خارج مصر لذلك لم يكن يدرك مدى شهرة والدته وحب الجماهير لها، إلى أن تصادف خروجه معها في أحد الأماكن العامة وأحاط بهم عدد من محبيها طلبا لتوقيعها، والتقاط الصور التذكارية. وأضاف أنه تعلم منها القوة والإصرار والاتقان في العمل، فإذا تولى أمر شيء لابد أن ينفذه على أكمل وجه، قائلا “كانت تفعل كل شيء من قلبها وبإحساسها وبقوة وإصرار، وكنت أخشى دائما أن أخذلها”.
وذكر أنه عندما يراها على الشاشة يشعر بحضورها القوي الذي لا يختلف كثيرا عن حضورها القوى في حياتهم فكل شخصياتها تشبهها في الحقيقة. وعلقت الفنانة عبير لطفي رئيسة المهرجان، قائلة إن الفنانة عايدة عبد العزيز ممثلة متميزة وقوية جدا استطاعت أن تطغى بحضورها على كل الأدوار التي قدمتها وهو شيء لا يحدث بسهولة مع أي ممثل أن يأخذ الشخصية لمنطقته ويطبعها ببصمته.
وأكد عمرو دوارة، أن ظهور ممثلة في أدوار رئيسية على خشبة المسرح القومي لم يكن بالأمر السهل وسط أسماء بارزة مثل سميحة أيوب وسناء جميل، والوحيدات اللاتي استطعن تجاوز هذه المعضلة هن محسنة توفيق وعايدة عبد العزيز بينما فضلت سهير البابلي الانتقال إلى مسرح القطاع الخاص. وأوضحت أن الإصرار والحفاظ على المكانة في المسرح القومي أمرا صعبا جدا على أي ممثلة لكن عايدة عبد العزيز تمكنت من تقديم عدد من الأدوار المميزة جدا خاصة في نصوص عالمية أبرزت قدراتها التمثيلية.
وقالت الناقدة الدكتورة مايسة زكي، إن عايدة عبد العزيز كانت على قدر عالي من الاحترافية والعبقرية في التمثيل، استطاعت من خلالها أن تنقل مشاعر الشخصيات بعمق وشغف كبير يصل للمتلقي بسهولة ويسر، بحيث يخرج من العرض المسرحي شخص مختلف مدرك وواعي.
وأضافت أنه إذا كانت محسنة توفيق تميزت بالأداء الروحي للشخصيات فعايدة عبد العزيز تميزت بالأداء التلقائي الغريزي المرتبط بانفعالات أرضية ليس لها حسابات أو سقف.
وذكرت أنها ترى أن المخرج سمير العصفوري وجدت ممثلته في مسرحية “الست هدى”، حيث كانت عايدة ممثلة لها ثقل كبير ويمكن القول إنها “ممثلة متوحشة”، ظهر تألقها في الأعمال المأخوذة عن نصوص أجنبية أكثر من النصوص العربية لأن شخصياتها قوية وكانت تجد فيها نفسها، على عكس النصوص العربية والمصرية التي تتعامل مع فكرة المرأة على أنها رمز، ولا تقدم مساحات كبيرة لغريزية المرأة وعذاباتها.