قال وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي، اليوم الأربعاء، في مقابلة مع صحيفة هآرتس، إن عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين يأتي ردا على سياسات نتنياهو المؤيدة للاستيطان.
وأضاف إيدي: “حقيقة أن هذه الحكومة الإسرائيلية، بقيادة نتنياهو، كانت واضحة للغاية في عدم نيتها التفاوض مع الجانب الفلسطيني، وأنها كانت توافق على بناء المستوطنات بل وتدعم المستوطنات غير القانونية الجديدة، كل ذلك ساهم في قرار الاعتراف (بفلسطين)”.
وأشار وزير الخارجية النرويجي خلال المقابلة إلى تواصل بلاده مع آيرلندا وإسبانيا بالإضافة إلى دول أوروبية أخرى إلى أن “الجلوس مكتوفي الأيدي” وانتظار التوصل لاتفاق عن طريق التفاوض، ليس خيارا قابلا للتطبيق” في ضوء سياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية.
وأضاف الوزير النرويجي، أن توقيت قرار بلاده مرتبط بالاجتماعات التي ستعقد في الأيام المقبلة والتي يشارك فيها وزراء خارجية دول أوروبية ودول عربية لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط.
ويقول وزير خارجية النرويج إن قرار بلاده “سيعطي زخما” لاجتماع سيرأسه مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان ووزراء عرب وأوروبيين حول الشرق الأوسط.
وتابع “نريد إحداث دفعة وزيادة الأمل نحو حل الدولتين والذي يواصل المعتدلون في المنطقة دعمه ولا يزال على جدول الأعمال”.
وعن زعم إسرائيل بأن القرار يخدم حركة حماس قال الوزير النرويجي “هدفنا هو دعم القوى المعتدلة، المناهضة لحماس، ودعم القوى الفلسطينية التي تدعم حل الدولتين وعملية أوسلو، ودعم أولئك الذين يعارضون العنف ويريدون تسوية سلمية”.
وتابع “هؤلاء هم الفلسطينيون الذين ندعمهم الآن، وهم في الأساس أعداء لحماس”، وأضاف أنه يأمل أن يلهم قرار بلاده القوى المعتدلة في إسرائيل.
وأعلنت الحكومة النرويجية اليوم الأربعاء عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية اعتبار من يوم 28 مايو أيار الحالي.
• البديل الوحيد
وقال رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره في بيان “في خضم الحرب التي أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف، يجب علينا أن نبقي على البديل الوحيد الذي يقدم حلا سياسيا للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، ألا وهو دولتان تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن”.
وشدد بيان الحكومة النرويجية على أن ترسيم الحدود بين فلسطين وإسرائيل يجب أن يستند إلى حدود ما قبل 1967 على أن تكون القدس عاصمة لكليهما.
وذكر أن عددا من الدول الأوروبية الأخرى ذات التوجه المماثل ستعترف بدولة فلسطين اعتبارا من يوم الثلاثاء المقبل أيضا.
واعتبر وزير الخارجية النرويجي أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يأتي دعما للعمل نحو وضع خطة شاملة للسلام الإقليمي في هذا “المنعطف الحرج”.
وأضاف الوزير في حسابه على منصة إكس أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق السلام لكل من إسرائيل وفلسطين.
وفي إسرائيل، رد وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين على قرار إسبانيا وأيرلندا والنرويج بالقول إنه لن يكون هناك سوى “دولة إسرائيل من النهر إلى البحر”، على حد تعبيره.
واتهم عبر منصة إكس إسبانيا وأيرلندا والنرويج بأنها “تريد إعطاء دولة لأولئك الذين قتلوا وذبحوا واغتصبوا وخطفوا شعبنا” مضيفا “لن يكون هناك سوى دولة إسرائيل من النهر إلى البحر”.
وعلق السفير ماجد بامية نائب المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة على تصريحات كوهين قائلا “هذه ليست مجرد كلمات، بل هي السياسة الرسمية لإسرائيل”.
وكانت الرئاسة الفلسطينية قد رحبت في وقت سابق من اليوم بقرار النرويج وأيرلندا وإسبانيا الاعتراف بدولة فلسطين، مجددة دعوتها للدول التي لم تعترف بها بعد إلى الإقدام على هذه الخطوة.