نظرةٌ ثاقبةٌ، وعقلٌ متفتّحٌ، حروبًا كثيرة خاضها لإنقاذ أرض مصر من الوقوع في براثن الأعداء؛ إلا أنّ المعركة الأبرز والأهم هي التي سعى فيها للقضاء على تطرُّف تنظيم الإخوان.
جانب من الجنازة العسكرية التي أقيمت للمشير طنطاوي
جنازة عسكرية ضخمة لأول حاكم لمصر بعد مبارك
المشير محمد حسين طنطاوي، المولود في 1935، أحداث كثيرة كان يُتّهم بأنّه المتسبب الأول بها، إلا أنّه كان يترّفع دائمًا عن الرد، ويمنع الآخرين من الرد نيابة عنه.
لن يستمروا طويلًا!
في هذا السياق، قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب المصري، إنّه في يوم 21 أبريل 2011 استقبله المشير طنطاوي في مكتبه بوزارة الدفاع واللواء حسن الرويني قائد المنطقة المركزية آنذاك، متسائلًا عن كمية الأصوات التي يستطيع الإخوان حصدها في الانتخابات.
وأضاف في تصريحات خاصّة لموقع “سكاي نيوز عربية”: “حين جرت الانتخابات يوم 28 نوفمبر 2011 وأسفرت عن فوز الإخوان والسلفيين بأكثر من 70 بالمئة من مقاعد البرلمان شعر المشير طنطاوي بالخطر وسمعته يقول دائمًا ربنا يستر على البلد”.
وتابع: “عندما انعقد مجلس النواب يوم 23 يناير 2012 سألت هل المشير طنطاوي سيأتي غدًا ويلقي خطابًا يوم 24 يناير 2012؟ فقال الفريق سامي عنان لي: لا، سيرسل كلمته فقط لرئيس مجلس النواب آنذاك، محمد سعد الكتاتني، لأنّه يدرك جيّدًا أنَّ الهدف سيكون الاستعراض والإساءة للمؤسسة العسكرية”.
وأشار إلى أنَّ “المشير كان يدرك دائمًا أنّ الإخوان يسعون للاستئثار بالسُلطة، وبالجمعية التأسيسية في مجلس النواب على حساب الجميع”، مؤكدًا على أنّ “كثيرًا ما أعرب عن استياءه من الإساءة للمؤسسة العسكرية المصرية.
أخبار ذات صلة
جانب من مباراة سابقة بين الأهلي وطلائع الجيش
حدادًا على طنطاوي.. إقامة “السوبر المصري” بدون احتفالات
وأردف: “عندما وصل محمد مرسي للسلطة كان المشير مدركًا أنّ الإخوان لن يستمروا طويلا”، مضيفًا: “قابلته يوم الأربعاء 27 يونيه، وقال لي: إذا لم يخالفوا القوانين سنكون إلى جانبهم، أمّا إذا كان عكس ذلك فالشعب نفسه سيثور عليهم”.
وشدد على أنّ طنطاوي ظُلم كثيرًا، وتآمرت جماعة الإخوان عليه كثيرًا، وأساء إليه بعض الفوضويين، ولكن كان المشير دائمًا يقول “ربنا سيأخذ حقي وحق مصر منهم”.
وعن أبرز كلمات المشير التي سمعها منه، قال “بكري”: “عندما كنا في قاعدة الهاكستب شعرتُ أنّه يعطي التحيّة لمحمد مرسي بنوع من التردد، فأخبرته أنّي حزين، فقال لي: لا تحزن الله حمى مصر في الماضي وسيحميها في المستقبل”.
استقرار الدولة المصريّة
أمَّا الكاتب والمفكّر المصري الدكتور عبد المنعم سعيد، عضو مجلس الشيوخ المصري، يشير إلى أنّ الاتجاه في الدولة المصرية إبان فترة ثورة 25 يناير، وبعد تنّحي الرئيس السابق محمد حسني مبارك، وإمساك المجلس العسكري برئاسة المشير طنطاوي زمام الحكم، لصالح استقرار الدولة فقط، لا لشيء آخر.
ويضيف في تصريحات خاصّة لموقع “سكاي نيوز عربيّة”: “كان المشير طنطاوي يدرك تمامًا أنّ جماعة الإخوان الإرهابية لا يُؤْمَن لها”، مشيرًا إلى أنّ الجماعة كانت تتعامل مع الأمور والمجلس العسكري إبان تلك الفترة بوجهين.
ويتابع: “الوجه الأول هو رغبتهم في الوصول للسلطة، والأمر الآخر هو الاستمرار في الخروج للشوارع باعتباره أداة ضغط لتحقيق الهدف الأول”، مشددًا على أنّ كل ما يهم طنطاوي في ذلك الوقت هو استقرار الدولة المصرية.
وأوضح أنّ المشير نجح في أن يُحدث انتقال السلطة بشكل سلمي، دون حدوث انشقاق بين صفوف القوات المسلحة أو حتى الشعب المصري، لأنّه شخصية عسكرية صلبة، ورجل عسكري متمرس يدرك الأمور جيّدًا.