بين المشير خليفة حفتر وظل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي المتمثل بنجله سيف الإسلام، يتواتر الجدل في ليبيا حول صاحب الحظ الأقوى بالفوز في الانتخابات المرتقبة، فمن سيصل؟.
“حظوظ حفتر لو دخل المعترك الانتخابي هي الأقوى”، كما يقول لـRT الباحث السياسي الليبي جمال علي شلوف.
بينما يرى الكاتب والمحلل الليبي إبراهيم بلقاسم إن حظوظ سيف الإسلام ليست قليلة، ويقول لـRT إن القذافي “من أكثر الأسماء التي تتردد في الشارع الليبي كمرشح محتمل للرئاسة” وأنه “يحظى بتأييد مطلق من أنصار النظام السابق، وهم شريحة واسعة”.
حفتر.. خوفا من المليشيا
حول العوامل التي تعزز فرص حفتر، يقول شلوف إن هناك جانبين: الأول هو حجم التأييد الشعبي لحفتر والقاعدة الشعبية التي يحظى بها من أنصار المؤسسة العسكرية، أما الجانب الثاني فهو أن قاعدة واسعة جدا من الناخبين ستصوت له “كي لا تستمر فوضى السلاح والميلشيات وخوفا من عودة التيارات الإرهابية مجددا إلى الساحة لو نجح ممثلو التيارات الدينية او الميلشياوية”.
وأضاف أن “الخوف من عودة الفصائل الإرهابية وما يرافق ذلك من الحرب على أفراد المؤسسة العسكرية وتأسيس جيوش موازية من الميليشيات سيكون هو الدافع الأقوى لدى الناخبين في منح أصواتهم لحفتر”.
وقال إن التيارات المؤدلجة المتحالفة مع الميلشيات والراغبة في استمرار الفوضى تدرك أن حظوظ حفتر هي الأقوى وهو ما دفعها للاعتراض على قانون انتخاب الرئيس الذي يمكّن المشير من الترشح” وكذلك اقتراح معوقات ترشح ترشح حفتر سواء في مناكفات ممثليهم في لجنة الـ 75 أو مقترح قانون مجلس الدولة”.
وحول سيف الإسلام يرى شلوف أنه وفي حال ظهوره فعلا، وليس مجرد “طيف” تستعمله بعض الدوائر، سيثير “خوف مناطق ومدن كبيرة ساهمت في قتل والده وإخوته في 2011، وسيكون أهالي تلك المناطق في حالة قلق وخوف من عمليات انتقامية سواء من النجل الأكبر للقذافي أو من أنصاره الذين ما يزالون يستخدمون سقفا عاليا من خطاب الكراهية ضدهم عند حديثهم عن الوضع الحالي واتهام من ساهم في أحداث فبراير بالخيانة وإهانة جهات ومدن ومناطق محددة”.
ولذلك يرى شلوف أن حظوظ القذافي سواء في الترشح أو المعركة الانتخابية، إن ترشح، ستكون ضعيفة.
أما عن المرشحين الآخرين فيقول شلوف إن “المرشحين المحتملين للرئاسة من غرب ليبيا سيكونون في معظمهم من متصدري المشهد الحالي السياسي أو الميليشياوي أو الاقتصادي وهم أنفسهم من يراهم الليبيون جزءا أصيلا من المشكلة والأزمة”.
ولذلك، كما يقول شلوف، فإن الليبيين “يريدونهم أن يخرجوا من الحياة السياسية وسيقومون بإزاحتهم في صناديق الانتخاب”.
سيف الإسلام والدبيبة
أما بلقاسم، فيقول إن أكثر الأسماء التي تتردد في الشارع الليبي هو سيف الإسلام، إلا أن الأخير أمامه عقبة كبيرة وهي وضعه على لائحة المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، وهو ما “قد يكون حجر عثره أمام وصوله إلى الرئاسة” حسب بلقاسم.
وحول حفتر يقول بلقاسم إنه ورغم وجود قواته في 6 دوائر انتخابية من أصل 13 إلا أن أمامه عقبتين أساسيتين في الترشح.
تتمثل الأولى في الجنسية الأمريكية التي يحملها، والثانية هي بقاؤه على رأس المؤسسة العسكرية.
ويرى بلقاسم أن من أبرز وأهم الأسماء التي “قد تكون فارقة إذا ترشحت هو رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة والذي بات يتمتع بشعبية واسعة جدا في ليبيا رغم العراقيل التي وضعها البرلمان أمامه”. ويقول بلقاسم إن الدبيبة “يحظى بشعبية واسعة حسب استطلاعات الرأي الأولية”.
وآخرون
ويقول بلقاسم إن فرص كل مرشح في سباق الرئاسة الليبية “تعتمد على شكل قانون الانتخابات، وقواعدها الدستورية والشروط التي يجب توافرها، والتي من الممكن أن ترجح أحد الأسماء فى هذا السباق, والأهم من هذا أن شروط الترشح ستنزع عن كل مسؤول عن رئاسته لمؤسسته , فيدخل السباق الرئاسي منفردا ويضمن تكافؤ الفرص وليس باسم مؤسسته وهذه مسألة مهمة”.
ويضيف بلقاسم أن هناك وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا الذي يستعد لدخول السباق الرئاسي، وبدأ بالتواصل مع الأطراف الفاعلة على الأرض في ليبيا وحشد مؤيدين باعتباره يملك “الوصفة السحرية” للمعالجة الأمنية الليبية، وأنه كان قادرا على مواجهة مراكز القوى في الدولة بحكومة الوفاق الوطني ما أعطاه فرصة ليحصل على شعبية وتأييد كشخصية يتفق عليها المختلفون.
ويرجح أن يتقدم رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري للترشح بوصفه ممثلا لتيار 17 فبراير وقادرا على جمع أنصار هذا التيار تحت رايته في الانتخابات الرئاسية.
ومن الأسماء الأخرى المرشحة أيضا نائب رئيس المجلس الرئاسي السابق أحمد معيتيق وسفير ليبيا السابق لدى الإمارات العارف النايض, والاقتصادي الليبي محمد خالد الغويل، ولكل منهم حظوظ وفرص حسب بلقاسم الذي يقول إن “الاحداث في ليبيا حبلى بالمفاجآت”.