(سجن قارا)
سجن قارا؛ أغرب المعالم التاريخية حول العالم وأكثرهم رعبًا. فكما ذكر عنه؛ أن الداخل إليه مفقود، والخارج منه مولود.
سجن قارا هو عقوبة السلطان المولى إسماعيل؛ لمن يتعدى حدود قانونه.
بناء السجن:-
بني السجن في أواخر القرن 17، وبداية القرن 18 خلال عهد السلطان المولى إسماعيل، على أرض مكناس بدولة المغرب، في القصبة الإسماعيلية؛ أي قصر الحكم، بجوار قبة السفراء.
سبب البناء:-
تخزين الحبوب فيه، واستعماله أيضًا في حبس المعارضين، والمتخلفون عن تطبيق القانون.
سبب التسمية:-
لا يوجد سبب واحد مؤكد؛ بل هي مجرد روايات من سرد الشعب.
فهناك رواية تقول أن؛ أُخذ اسم السجن من اسم سجين برتغالي، حصل من السلطان المولى إسماعيل على وعد بتحريره، إذا نجح في بناء سجن يتسع أكثر من 40 ألف سجين.
ورواية أخرى معارضة، ولكنها ضعيفة؛ تشير إلى أن اسم قارا يعني أقرع؛ وهو شخص أقرع كان يحرس السجن. فعرف عند السجناء باسم سجن لقرع، حتى تداولت بعد ذلك مع الوقت إلى سجن قارا.
تصميم السجن:-
سجن قارا هو؛ السجن الوحيد في العالم الذي لا يوجد له باب، وتقدر مساحة السجن بالكيلومترات غير المعروفة؛ بسبب تشعب السجن تحت مدينة مكناس بأكملها.
يأخذ السجن شكل شبه مستطيل، مقسم إلى ثلاث قاعات واسعة جدًا، تحتوي كل قاعة منهم على مجموعة من الأقواس والدعامات الضخمة.
وكما ذكر في السابق أن هذا السجن هو؛ الوحيد حول العالم الذي لا يحتوي على أي أبواب أو نوافذ، وبالتالي لا يحتوي على أي أقفال؛ حيث أنه عبارة عن دهاليز وأقواس غير متناهية. ففي كل قاعة عدة ممرات، وكل ممر يؤدي إلى قاعة أخرى، وكل قاعة بها ممر وكل ممر يؤدي إلى قاعة؛ مما يجعل الخروج منه مستحيلًا.
ولكنه يحتوي على عدة ثقوب فقط، يلقى السجناء من خلالها بداخل السجن، ويلقى لهم من خلالها أيضًا مؤنهم.
وصف سجن قارا:-
وصفه المؤرخ عبد الرحمن بن زيدان، بقوله:- “تمر فوقه الركبان، وتجر الدواب عليه الصخور العظيمة وتسير السيارات البخارية المشحونة بالأثقال، ذات البال، آناء الليل وأطراف النهار، بل جعلت فوقه جنات، ذات أشجار وبقول وصارت تسقى بالماء كل آونة فلم يؤثر عليه شيء مما ذكر”
سجناء قارا:-
يقال أنه على مدار تاريخ بناء سجن قارا؛ قد تم حبس أكثر من مليوني سجين. حسب ما ذكر أيضًا في رواية تسميته؛ أن السلطان مولى إسماعيل طلب من السجين البرتغالي “قارا” أن يصنع ممرًا سريًا؛ لخروج السجناء، وفي حال اكتشاف أحد السجناء للمر؛ يكون جزائه إطلاق سراحه. لكن للأسف لم يستطيع أي أحد العثور على هذا الممر حتى الآن.
كان يتم حبس الجنود الأجانب فيه، ومن فوق السجن قاعة السفراء التي يتم استقبال السفراء فيها؛ من أجل التفاوض معهم حول السجناء، دون أن يعلموا بأن؛ سجنائهم أسفل أقدامهم.
روايات قارا المرعبة:-
يروي سكان مدينة مكناس أنه؛ سجن مسكون بالأشباح والأرواح. حيث تحوم أرواح ضحاياه فيه، وأنه محط للعنات فقط، فلا يستطيع أحد الصمود بداخله أمام كل ذلك الرعب ولو لبضع أيام.
وفي التسعينات قامت السلطات المغربية بإغلاق ثقوب السجن، وبناء جدار من الإسمنت، مع ترك قاعة واحدة فقط للسياح.
ويرجع سبب إغلاقه إلى أن؛ قام بزيارة السجن فريق من المستكشفين الفرنسيين، بعد أن قاموا بتجهيز كل العدد والأدوات الحديثة اللازمة للوصول إلى سبر أغوار سجن قارا. فكانت النتيجة صادمة ومأساوية؛ حيث اختفى الفريق دون الظهور مرة أخرى، ولا يزال مصيرهم مجهول حتى الآن.
فالسر الحقيقي الخفي لهذا السجن المريب يكمن فيمن قام بإشادته، ومن أشاده قد دفن تحت الثرى، ودفن السر معه.
#منة_الهلالي